و ضرب الوجه , ثم التصريح بأنها تأويلات بعيدة , أن بعض الروايات الواردة
فيهما لايصح عنده انتماؤه الى المعصوم . من تلك الروايات ما روى الصدوق -
رضوان الله عليه - فى عيون أخبار الرضا - عليه السلام - باسناده إلى الحسين بن
خالد
قال( : قلت للرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول
الله - صلى الله عليه و آله و سلم - قال : إن الله عزوجل خلق آدم على صورته ,
فقال
: قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث , إن رسول الله - صلى الله عليه و آله و
سلم - مر
برجلين يتسابان , فسمع أحدهما يقول لصاحبه : قبح الله وجهك و وجه من يشبهك ,
فقال : يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك , فان الله عزوجل خلق آدم على صورته)
[1] .
ثم ان نحو السؤال فى حديث العيون هو سؤال محمد بن مسلم ابا جعفر عليه السلام
فى حديث الكافى المقدم آنفا ,
فاجابه عليه السلام بقوله( : هى صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله) . . .
و هو يعاضد صاحب الغزالى فى عدم انتماء حديث العيون الى المعصوم , و لا يخفى
عليك انه لو دار الامر بين ما فى الكافى و ما فى العيون , فالأول متعين .
و منها ما فى مسند ابن حنبل باسناده إلى سعيد عن ابى هريرة
قال رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم( : - اذا ضرب أحدكم فليتجنب
الوجه ,
و لا تقل قبح الله وجهك و وجه من اشبه وجهك فان الله تعالى خلق آدم على صورته
) [2] .
و الذى ورد فى تفسير ان الله خلق آدم على صورته من الأخبار فى جوامعنا
الروائية
الحديثان المذكوران : أحدهما من الكافى و الثانى من العيون . و لا يخفى عليك انه
اذا دار الأمر بينهما كان الكافى أقدم و أصح و أمتن .
على ان للمحدث الجليل و العالم النبيل السيد نعمة الله الجزائرى فى كتابه
الانوار النعمانية فى معنى حديث أن الله خلق آدم على صورته كلاما يؤيد به صاحب
الغوالى , حيث قال السيد بعد نقل ما جاء فى خلق آدم عليه السلام ما هذا لفظه :
([ فقد خلق الله سبحانه آدم على تلك الصورة التى خلقه عليها , من غير أن يتخلق
عليه الصور نطفة و علقة و مضغة و عظاما كما تداولت على أولاده . و هذا هو أحد
معانى
قوله - صلى الله عليه و آله( : - ان الله خلق آدم على صورته)
. و قد اجبت بهذا الجواب لما سألنى