التى هو عليها]( . و قال قوم( : إن الله خلق آدم على صورته عنده) .
و قال قوم( : إن الحديث , لا تقبحوا الوجه فان الله خلق آدم على صورة الوجه
) .
و زاد قوم فى الحديث( : انه مر برجل يضرب وجه آخر , فقال : لا تضربه على
وجهه , فان الله خلق آدم على صورته , أى على صورة ذلك الوجه) .
و كل هذه تأويلات بعيدة . و ابعد منها قول بعضهم( : اراد أن الله خلق آدم
فى الجنة على صورته فى الارض) .
و قول الاخر( : إن الصورة ليست بأعجب من اليدين و الأصابع و العين , و
انما
وقع الالف بتلك لمجيئها فى القرآن , و وقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت فيه
, و نحن نؤمن بالجميع , من غير أن نقول فيه بحد او كيفية , فان فيه اعترافا
بالعجز عن تأويل الحديث . و أما الذى فى القرآن من اليد و العين , فتأويلها فى
التفاسير مذكور) .
فالأحسن أن يقال( : المراد بالصورة هنا , الصورة المعنوية , كما يقال :
صورة المسئلة كذا و يراد بها معناها , و يكون التقدير أن الله خلق آدم على صورة
معنوية تشبه به و تناسب المعانى الالهية , أى المشابهة فى الصفات و الكمالات
و الأفعال فان آدم مشتمل على صفات و كمالات مناسبة و مماثلة للصفات الالهية
من جهة ما) .
و قال بعض اهل الاشارة([ : المراد بادم فى الحديث إن كان الانسان الكبير فهو
العالم بأسره , و ان كان العالم الصغير فهو ولده الشخصى لقولهم[ : العالم
انسان كبير , و الانسان عالم صغير , و يكون المراد انه ليس له تعالى غير هذين
المظهرين العظيمين . فمعنى أنه على صورته أن فيه تمام المظهرية التى يظهر فيه
الصورة الالهية المعنوية بجميع صفاتها و لوازمها لأنه ليس شى ء أكمل من صورة
الانسان فى معرفة الله تعالى , و لهذا
قال عليه السلام( : من عرف نفسه فقد عرف ربه)
و مراده خلقه على صورة كمالاته الذاتية الجامعة للكمالات الأسمائية و الصفاتية
] [1] .
ابن ابى جمهور هو ابو جعفر محمد بن على بن ابراهيم بن ابى جمهور الأحسائى
الهجرى الامامى المتوفى سنة 940 ه , كان جامعا فى العلوم العقلية و النقلية كما لا
يخفى على العارف بصحفه العلمية , و البصير بالكتب الرجالية . و غواليه يدل على
تبحره فى الأحاديث و تدربه فى المعرفة بالجوامع الروائية . و يستفاد من قوله
فى التأولين الثالث و الرابع بتقبيح الوجه