قوله( : و اطلاق الصورة على الله مجاز) إن اراد من أهل الظاهر نحو أرباب
اللغات فله وجه , و إلا فاطلاق الصورة على الله سبحانه عند الفيلسوف الالهى على
الحقيقة أيضا . كما أن الشيخ فى الفصل العاشر من المقالة الأولى من الفن الأول
من طبيعيات الشفاء [1] , و كذا فى الفصل الرابع من المقالة السادسة من
آلهيات الشفاء أتى بعدة معانى للصورة أولها أن الصورة يقال لكل معنى بالفعل [2] . و يطلب تفصيل البحث عن ذلك فى الدرس السابع و الأربعين و مائة من
كتابنا
دروس معرفة النفس [3] . و لما كان هو - تعالى شأنه - الفعلية الصرفة و مجمع
الفعليات , و كان فعلية كل موجود بفعليته سبحانه يقال له : فى الصحف
التوحيدية صورة الصور , كما يقال له حقيقة الحقائق و كما اطلق عليه فاعل
الفواعل و غاية الغايات و مبدء المبادى ء , فالعالم بأسره صورة الحضرة الالهية
تفصيلا و الانسان الكامل صورته جمعا .
قوله :
([ قال النبى - صلى الله عليه و آله - انه قال( : ان الله خلق آدم على
صورته) .
فى غوالى اللئالى لابن ابى جمهور الأحسائى ,
روى عنه - صلى الله عليه و آله - انه قال( : ان الله تعالى خلق آدم على
صورته) .
و كذلك رواه رئيس المحدثين ثقة الاسلام الكلينى باسناده الى محمد بن مسلم
قال سألت أبا جعفر عما يروون ان الله خلق آدم عليه السلام على صورته , فقال :
([ هى صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله و اختارها على سائر الصور المختلفة
فأضافها
الى نفسه كما اضاف الكعبة الى نفسه , و الروح إلى نفسه فقال([ : بيتى [4] ,
و نفخت فيه من روحى]( [5] .
و لا يخفى عليك ان الامام ابا جعفر الباقر عليه السلام صدق ورود الحديث عن
رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - اولا , ثم تصدى لبيانه , و العجب ان
بعض المحدثين حمله على التقية , و هو كما ترى .
و المحقق ابن ابى جمهور بعد نقل الرواية فى الغوالى تصدى لبيانها فقال :
([ اضطرب اهل الكلام فى تأويل هذا الحديث , فقال قوم([ : اراد خلق آدم على
صورته