فان قابل الصور المحسوسة النفس الحيوانية , و قابل الصور المعقولة النفس
المجردة و هذا معنى آخر غير الأول . و لكن القول بقبول النفس غير مقبول فى
الحكمة المتعالية لأنه مبنى على ان النفس تنفعل من صور المحسوسات و المعقولات
. و اما الحكمة المتعالية فحاكمة بأن النفس تنشى الصور فى مرحلة , و أخرى على
النحو الذى فوق الانشاء على ما هو مقرر فى محله و معلوم لأهله , و التعبير
بالقبول و الانفعال فى عبارات نفس الشفاء غير عزيز .
و من تلك العبارات كلام المحقق الطوسى فى شرحه على الفصل الخامس من النمط
الثالث من الاشارات فى أن مبدأ الادراك لا يجوز أن يكون الجسمية المشتركة و لا
المزاج بقوله( : و لا يجوز ان يكون مبدئه) - يعنى مبدأ الادراك - الجسمية
المشتركة و لا المزاج فانه كيفية ما لا تتأثر عما يوافقها فى النوع فيمنع المدرك
عن ادراكه اذ الادراك إنما يحصل بانفعال المدرك على ما سيظهر . الخ .
قوله على ما سيظهر ناظر الى كلام الشيخ فى الفصل السابع من ذلك النمط
فى الادراك
حيث يقول الشيخ( : أو يكون مثال حقيقته مرتسما فى ذات المدرك الخ) . و
كذا فى الفصل الثامن منه .
و راجع فى تحقيق ذلك الى الدرس السادس من كتابنا فى اتحاد العاقل بمعقوله [1] .