عين فى أن تعقل النفس المعقولات أمر ذاتى لها ام لا [38]
لح - و من تلك العيون المرموزة أن تعقل النفس الناطقة للمعقولات هل هو امر
ذاتى لها , أو من اللوازم لها , او ليس هذا و لا ذاك .
قال الفخر الرازى فى المباحث المشرقية( : الفصل الخامس فى ان تعقل النفس
الناطقة لغيرها ليس امرا ذاتيا لها و لا لازما . انه قد وقع لبعض القائلين بقدم
النفوس البشرية أنها تعقل المعقولات لذواتها . و احتجوا عليه بأن قالوا لو
كانت
النفوس خالية عن هذه التعقلات لكان ذلك الخلوا ما ان يكون ذاتيا لها , الخ)
[1] .
و قال صاحب الأسفار فى الفصل السابع من الطرف الثانى من المرحلة العاشرة
منه
الموضوع لذلك الامر( : هذا الكلام منقول من بعض القائلين بقدم النفوس
الناطقة
. و هو ان صدر من الحكماء الراسخين كافلاطن و من كان على منواله ينسج فيمكن حمله
على رمز دقيق لا يمكن فهمه لاكثر الناس فان للنفس الانسانية اطوارا و نشئات
بعضها سابقة على حدوثها , و بعضها لاحقة عن حدوثها , الخ) [2] .
اقول : قد حررنا البحث عن ذلك الأمر فى الدرس العشرين من كتابنا فى اتحاد
العاقل بمعقوله فراجع [3] .
ثم انه قد تقدم فى العين الرابعة أن التعقل فعل العقل , فهذا المعنى أعنى
التعقل ذاتى له لأن كل جوهر عار عن المادة و أحكامها عقل و عاقل و معقول , و
النفس الناطقة فرد من تلك الكبرى الكلية كما نطق به لسان أدلة تجردها لسانا
واحدا , فهى لا تغفل عن ذاتها