لا تمازجه شبهة . و علموا الحقائق علما لا يطرى ء عليه ريبة فهم عباد الرحمن
الذين يمشون فى ارض الحقائق هونا . و ارباب النظر عباد عقولهم فالصادر فيهم
أنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم اى جهنم البعد و الحرمان عن إدراك
الحقائق و انواره أى لا يقبلون إلا ما اعطته عقولهم , و هكذا الوهم يدعى السلطنة
و يكذبه فى كل ما هو خارج عن طوره لادراكه المعانى الجزئية دون الكلية و لكل منهم
نصيب من الشيطنة [1] .
2 - قال صاحب الفصوص بعد ذلك فى ذلك الفص أيضا( : و هذا لا يعرفه عقل
بطريق نظر فكرى , بل هذا الفن من الادراك لا يكون الا عن كشف آلهى منه يعرف ما
اصل صور العالم القابلة لارواحه) .
قال الشارح القيصرى([ : أى هذا الامر المذكور ( اى حصر الطبيعة قوابل العالم
[ : ( و تحقيقه على ما هو عليه طور وراء طور العقل أى النظرى فان ادراكه
يحتاج
الى نور ربانى يرفع الحجب عن عين القلب و يحد بصره فيراه القلب بذلك النور
, بل يكشف جميع الحقائق الكونية و الالهية .
و اما العقل بطريق النظر الفكرى و ترتيب المقدمات و الأشكال القياسية فلا
يمكن
أن يعرف من هذه الحقائق شيئا لأنها لا تفيد الا اثبات الأمور الخارجة عنها
اللازمة
اياها لزوما غير بين . و الأقوال الشارحة لابد و أن يكون اجزاؤها معلومة قبلها إن
كان المحدود مركبا و الكلام فيها كالكلام فى الأول , و ان كان بسيطا لا جزء له فى
العقل و لا فى الخارج فلا يمكن تعريفه الا باللوازم البينة , فالحقائق على حالها
مجهولة , فمتى توجه العقل النظرى الى معرفتها من غير تطهير المحل من الريون
الحاجبة إياها عن ادراكها كما هى , يقع فى تيه الحيرة و بيداء الظلمة و يخبط
خبطة عشواء .
و اكثر من أخذت الفطانة بيده و ادرك المعقولات من وراء الحجاب لغاية الذكاء
و قوة الفطنة من الحكماء , زعم أنه ادركها على ما هى عليه و لما تنبه فى آخر
عمره اعترف بالعجز و القصور الخ] [2] .
3 - الفصل الثالث من مصباح الانس لابن الفنارى فى شرح المفتاح للقونوى([ :
معرفة حقائق الاشياء على ما هى عليه فى علم الله - تعالى - بالأدلة النظرية
متعذرة لوجوه