لو - و من تلك العيون النضاخة أن للانسان ادراكات فوق طور العقل و القياس .
قال - عز من قائل - :
( و علمناه من لدنا علما) [1] . و المأثور
عن الرسول ( ص[ : ( العلم نور يقذفه الله فى قلب من يشاء]
. ففى گلشن راز للشبسترى :
([
و راى عقل طورى دارد انسان *** كه بشناسد بدان اسرار پنهان
و ينبغى نقل طائفة من عبارات المشايخ فى المقام حتى يتضح المرام و يوسع لنا
بسط الكلام فهى ما يلى :
1 - قال صاحب فصوص الحكم فى الادمى منها( : فكانت الملائكة له كالقوى
الروحانية و الحسية التى هى فى النشأة الانسانية و كل قوة منها محجوبة بنفسها لا
ترى افضل من ذاتها) .
و قال القيصرى فى الشرح([ : أى كل واحدة من هذه القوى الروحانية سواء كانت
داخلة فى النشأة الانسانية , او خارجة منها محجوبة بنفسها لا ترى افضل من نفسها
كالملائكة التى نازعت فى آدم و كالعقل و الوهم فان كلا منهما يدعى السلطنة على
هذا العالم الانسانى و لا ينقاد لغيره اذ العقل يدعى أنه محيط بادراك جميع
الحقائق و الماهيات على ما هى عليه بحسب قوته النظرية و ليس كذلك . و لهذا
انحجب ارباب العقول عن ادراك الحق و الحقائق لتقليدهم عقولهم و غاية عرفانهم
العلم الاجمالى بأن لهم موجدا ربا منزها عن الصفات الكونية و لا يعلمون من
الحقائق إلا لوازمها و خواصها .
و ارباب التحقيق و اهل الطريق علموا ذلك مجملا و شاهدوا تجلياته و ظهوراته
مفصلا . فاهتدوا بنوره و سروا فى الحقائق سريان تجليه فيها , و كشفوا عنها و عن
خواصها و لوازمها كشفا