الخيال , و فى القانون : المصورة الطابعة , لكى يعلم الفرق بين معنييهما الطبى و
الفلسفى فهى تطلق عليهما بالاشتراك فى الاسم فقط .
ثم إن المصورة الطابعة من شعب المولدة كما صرح به الشيخ فى الفصل الأول من
المقالة الثانية من نفس الشفاء : و أما المولدة فلها فعلان أحدهما تخليق البزر
و تشكيله و تطبيعه , و الثانى افادة اجزائه فى الاستحالة الثانية صورها من القوى
و المقادير و الأشكال و الأعداد و الخشونة و الملاسة و ما يتصل بذلك متسخرة تحت
تدبير
المتفرد بالجبروت فتكون الغاذية تمدها بالغذاء و النامية تخدمها بالتمديدات
المشاكلة الخ]( [1] .
و مراده من الثانى القوة المصورة الطابعة . و إنما قال متسخرة تحت تدبير
المتفرد بالجبروت , لأن المصورة تكون آلة أو واسطة فى هذا الفعل لوجود موجود
مجرد , و ان شئت قلت لوجود موجود من وراء الطبيعة و هو المتفرد بالجبروت , لا
أن تلك القوة مستقلة فى هذه الافعال المعجبة و هذا كلام كامل حكيم غاية الكمال و
الاحكام .
قال المحقق الطوسى فى التجريد( : و المصورة عندى باطلة لاستحالة صدور هذه
الأفعال المحكمة المركبة عن قوة بسيطة ليس لها شعور اصلا) .
و تبعه الشارح العلامة فى ذلك حيث قال فى الشرح( : أثبت الحكماء للنفس
قوة يصدر عنها التصوير و التشكيل بشكل نوع ذى القوة . و الحق ما ذهب اليه
المصنف من أن ذلك محال) . الخ .
اقول هذا الاستبعاد جار فى جميع افعال قوى النفس من النامية و الغاذية و
الجاذبة و غيرها بلا استثناء و لا يختص بالمصورة فقط لان افعال جميعها معجبة , و
المصورة من شئون النفس , و النفس فى افعالها مطلقا متسخرة تحت تدبير المتفرد
بالجبروت كما ان غيرها فى ذلك كذلك . فان وحدة الصنع و التدبير و اتقان الفعل
فى الكل كلها تحت تدبيره . و لا ينافى هذا الحكم الحكيم قوله - تعالى - :
( هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم)
[2] , لان الغاء الوسائط و الأسباب فى فعل الحكيم لغو كما أن نظر العقل فى
ذلك باهر , و الايات القرآنية معاضدة , و لست أدرى أنهما مع فخامة قدرهما
كيف تفوها بذلك . ثم قال المتأله السبزوارى على حذوهما فى المنظومة :