لبطلان استناد هذه الأفعال العجيبة المحكمة المتقنة الى قوة عديمة الشعور , بل
هى مستندة الى الملائكة المدبرين الفاعلين بالتسخير لأمر الله) . انتهى كلامه
قدس سره .
و أقول افعال النفس كلها عجيبة و الامر ينتهى الى أنها مستندة الى الملائكة
المدبرين الفاعلين بالتسخير لأمر الله . و الفصل السابع من الباب الثالث من
نفس الأسفار فى تحقيق الكلام فى القوة المصورة فصل خطاب حقا [1] و هذا الفصل
من غرر فصول كتاب النفس و ما اشرنا اليه بالايجاز مجز لمن اخذت الفطانة بيده .
و من بعض مشايخى - رضوان الله تعالى عليه - كلام فى القوة المولدة هذا لفظه :
( اعلم أن لى فى القوة المولدة التى اثبتها الحكماء والأطباء للنفس و
كونها
من قوى النفس إشكالا . و هو أن النفس بما هى نفس جهة كمال للبدن الشخصى الطبيعى
المتحد معها كما عرفوها بانها كمال اول الجسم الخ , فيجب أن تكون بما هى نفس
حافظة لنظام بدنها لا غير . فكلما رجع الى كمال البدن و حفظه من القوى الطبيعية
و الادراكية يصح القول بأنها من قوى النفس بما هى نفس . و اما القوة المولدة
فشأنها افراز المادة و تصييرها لأن يتعلق بها نفس أخرى يكون شخصا آخر فعملها
غير راجع الى نظام هذا البدن الشخصى فكيف تكون من قوى النفس بما هى نفس .
نعم العقل المحض حيث يرى المصلحة فى نظام الكل بما هو كل , مؤثر باذن الله -
سبحانه - فى مثل هذا و لا ضير فيه . و إنما الاشكال فى كون هذا العمل للنفس بما
أنه نفس كما لا يخفى على من له قدم راسخ فى الصناعة الحكمية) انتهى كلامه
الرفيع .
اقول إنه - رفع الله درجاته - و ان قرر هذا المعنى بوجه وجيه و تقرير لطيف إلا
ان
اساطين الحكمة و محققيهم كلهم أطبقوا على أن النفس كمال أول لجسم جنسى , و هذا
المقدار من التعريف شامل للسماوية و الأرضية من النبات و الحيوان و الانسان
مطلقا
, و سائر ما يختص النفس الانسانية مثلا من النطق و غيره لا دخل لها فى التعريف
المذكور , بل تلك القوى من شئون جوهر النفس .
و ما استدركه بقوله : نعم العقل المحض فهو ما قاله الشيخ فى الشفاء , من أنها
متسخرة