بانوار ارواحها , قال الله - تعالى - :
( و نفخ فى الصور فصعق من فى السموات و من فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ
فيه أخرى فاذا هم قيام ينظرون) [1] . و تلك الصور مشبهة بالصور المرآتية تشبيها مشروطا بشرطين : أحدهما أن تكون
قائمة بذاتها لا بالمرآة , و ثانيهما أن تكون حية و متعلقة للروح , و لو فرض ان
روحك تعلق بتلك الصورة الحاكية عن صورتك الهيولانية لكنت انت هى , و صارت
هذه شبحا اجنبيا .
و بالجملة كن مترقبا مترصدا ليوم القيامة من مستقبل السلسلة الطولية , و متأملا
لقوله - تعالى - :
( انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا) [2] . و يوم القيامة يوم محيط بالأيام الدهرية و الزمانية احاطة الدهر
بالزمان , او احاطة اليوم بساعاته بوجه . و هذا كاف للمستبصر [3] .