هى ملكاته و تلك الصور أما ابدان مكسوبة او مكتسبة و هى لا تحقق إلا بتجرد تلك
القوة البرزخية . و كتابنا دروس اتحاد العاقل بمعقوله سيما الدرس الأخير منه
مطلوب فى هذا الأمر العظيم جدا .
و اذا ثبت تجرد تلك القوة ثبت بقاء النفوس التى هى على حد الخيال و لم
يتجاوز عنه . فالقائل بكونها مادية يلزمه القول ببوار النفوس التى لم تبلغ
مرتبة العقل مع ان الشرائع الالهية ناصة على بقاء النفوس الانسانية مطلقا و كلام
صدر المتألهين فى موضعين من الاسفار فى ذلك المطلب الشريف مطلوب : احدهما ,
آخر الفصل المذكور حيث قال , و به ينحل اشكالات كثيرة منها مالاجله ذهب بعض
الحكماء كالاسكندر الى أن النفوس التى لم تبلغ مرتبة العقل بالفعل هالكة غير
باقية و استصعب الشيخ هذا الاشكال و تحير فى دفعة فى بعض رسائله كرسالة الحجج
العشر الخ]( [1] و تأمل .
و ثانيهما , فى الفصل الرابع من الموقف العاشر من كتاب الالهيات منه , حيث
قال( : هيهنا نكتة و هى أنك ستعلم أن كثيرا من النفوس و هى الكاملة فى
العلم ستتحد بالعقل الفعال , و ضرب منها و هى الناقصة الشقية تهوى إلى الجحيم و لا
تصعد إلى عالم النفوس المفارقة . و ذهب بعض الحكماء كاسكندر و غيره حتى الشيخ
الرئيس أيضا فى بعض رسائله مال إلى أن النفوس الناقصة هالكة لا يبقى بعد البدن
) [2] .
أقول : الشيخ لما استبصر و ذهب إلى تجرد الخيال فقد تخلص عن التحير و لا يرد
عليه الاعتراض و ان كان واردا على الدليل نفسه .
و بالجملة أن كثيرا من اطوار النفس الأخروية انما هى بارزة منها فى صقع
خيالها
و هى اطوار صورية مثالية تمثل من ملكاتها التى بمنزلة بذور لتلك الصورة فان
النفس هيهنا صورة للهيولى و هناك هيولى للصور , فافهم .