هذه الجسمانيات آلات متبدلة عليه . و عبارة المباحثات مذكورة فى المباحث
المشرقية للفخر الرازى [1] .
بل صرح الشيخ فى آخر الفصل السابع من تاسعة آلهيات الشفاء بأن قوة الخيال و
الصور الخيالية مجردة و سيجى ء نقل كلامه فى العين التاسعة و الخمسين فى البحث
عن المعادين , و تحقيقنا حول كلامه .
و صاحب الأسفار فى الفصل السادس من الطرف الثانى من المرحلة العاشرة منه
حقق البحث عن تجردها و اتى باربع حجج فى ذلك قال :
فصل فى أن المدرك للصور المتخيلة أيضا لابد أن يكون مجردا عن هذا العالم
ثم قال فى آخر الفصل بعد تقرير الحجج( : فهذه حجج قوية , بل براهين قطعية على
هذا المطلب) . و لهذا استبصارات أخرى أخرنا ذكرها إلى مباحث علم النفس و
علم المعاد . و هذا الأصل عزيز جدا كثير النفع فى معرفة النشأة الثانية كما
ستقف عليه - إنشاء الله - و به ينحل اشكالات كثيرة .
و قال فى نفس الأسفار([ : [3] ان القوة الخيالية جوهر قائم لا فى محل من
البدن و اعضائه و لا هى موجودة فى جهة من جهات هذا العالم الطبيعى . و إنما هى
مجردة عن هذا العالم واقعة فى عالم جوهرى متوسط بين العالمين عالم المفارقات
العقلية و عالم الطبيعيات المادية , و قد تفردنا باثبات هذا المطلب ببراهين
ساطعة و حجج قاطعة كما مرت . انتهى .
و قوله( : كما مرت) ناظر إلى المرحلة العاشرة منه . و نص فى هذا الموضع من
النفس بأن المراد من القوة الخيالية المجردة هى خزانة الحس .
اقول جميع الصور الأخروية التى يريها الانسان إنما هى مدركاته الناشئة من بذور