عين فى اثبات تجرد النفس الانسانية تجردا غير تام [22]
كب - و من تلك العيون الكريمة اثبات تجرد النفس الانسانية تجردا غير تام أى
تجردها البرزخى فى مقام خيالها الذى هو مثالها و يعبر عنه بالمثال المتصل
قبال
المثال المنفصل أى المنفصل عنها المتحقق فى نضد العالم و نظامه .
و كثير من ادلة تجردها ناظر إلى هذا النحو من التجرد و هى الأدلة التى قد
اخذت فيها الاشباح و المقادير بلا مادة طبيعية و هى متحققة فى صقع النفس لانها من
مدركاتها , و مدركاتها كلها متحققة فى ذاتها تحقق الفعل بفاعله و المنتشى
بمنشئه و قد جبلت قوة الخيال على تمثيل المعانى و تصويرها و النفس تنشى ء -
باذن الله سبحانه - على مثال ما فى الخارج فى صقع ذاتها , و تصور ما أدركتها من
الحقائق النورية المرسلة بقوة خيالها فى صقعها أيضا فان النفوس مطلقا لها حظ
من حقيقة كلمة كن باذن بارئها . و الحكمة المتعالية و الصحف العرفانية حاكمة
بتجردها ذلك بالبراهين القاطعة و الحجج الساطعة .
و المشاء قائلون بأن القوة الخيالية مادية . و الشيخ قد بحث عن كونها مادية
فى الفصل الثالث من رابعة نفس الشفاء [1] ثم استبصر و أيقن بأنها مجردة
تجردا غير تام . قال فى المباحثات([ : [2] إن الصور و المتخيلات ليس
المدرك لها جسما او جسمانيا]( و أقام البرهان على ذلك و قال بعد اقامة
البرهان( :
فاذن الحفظ و الذكر ليسا جسمانيين , بل إنما يوجدان فى النفس إلا ان المشكل إنه
كيف يرتسم الاشباح الخيالية فى النفس) .
و قال فى آخر الفصل([ : و هذا و امثاله يوقع فى النفس ان نفس الحيوان غير
الناطق أيضا جوهر غير مادى و انه هو الواحد بعينه المشعور به واحد و انه هو
الشاعر الباقى , و أن