أن يعلم ان استكمال المغتذى بالغذاء كاستكمال المتعلم بالعلم , إلى آخر ما حرر و
افاد و حقق]( [1] .
و كان الاستاذ الاية العلم المحقق الجامع العلامة الرفيعى - رفع الله تعالى
مقاماته - . بعد تقرير ما فى المقام يقول( : فانظر إلى عظمة هذا البطل العلمى
فى الدورة الاسلامية - يعنى به صاحب الاسفار) .
و بالجملة بهذا التحقيق العرشى يعلم أن تلك الشبهة مدفوعة رأسا و التفوه به
قول واه ناش عن رأى قائل .
ثم إن صاحب الاسفار فى الفصل الخامس من الباب المذكور بحث عن تحديد الغذاء
- إلى أن قال([ : إن التغذى و النمو يتمام بامور ثلاثة و لكن لم يصرح مختاره
المحقق
بان الغذاء لا يصير جزءا للمغتذى , بل يكون معدا لافاضة ما يبقى أو يستكمل به
مقدار الشخص من القوة النفسانية .
و صرح به فى مواضع أخرى منها ما اشرنا إليه آنفا , و منها ما قاله فى الفصل
الخامس من القسم الثالث من الجوهر و الأعراض من الاسفار من ان التحقيق عندنا
أن التغذية و التنمية ليستا مستلزمتين لمداخلة اجزاء الغذاء بين اجزاء المغتذى
و النامى كما سيجى ء فى مباحث اثبات القوى النفسانية فى علم النفس [2] .
و راجع فى ذلك إلى النكتة 217 من نكاتنا و إلى أسرار الايات للمولى صدراء [3]
.
و اذا رزقت فهم تلك الأسرار المكنونة فانت اليقين بان معاد الانسان روحانى
و
جسمانى معا مع وحدته الشخصية , كما أنه فى هذه النشأة العنصرية روحانى و جسمانى
معا . و تلك الوحدة لا تنفك عنه فى عالم من العوالم بل ليس الا وحدته الشخصية
و بدنه مرتبته النازلة فيها مطلقا فافهم و تبصر . و سيأتى مزيد ايضاح عن
المعادين فى العين التاسعة و الخمسين .
و تدبر فى معية البدن و تبعيته لنفسه فى مراتب كمالات النفس , هذه اللمعة
النورية الساطعة من بطنان عرش التحقيق لكى تعلم أن للنفس ابدانا طويلة و
الامتياز بينها بالكمال