الناطقة على وجه البساطة , و ينشأ من هذه القوة أثر فى القلب , ثم يظهر فى
الخيال , ثم يسرى أثره بواسطة الروح البخارى إلى الأعصاب ثم الى العضلات ,
فيوجد
صورة الصوت فى لوح الهواء المقروع بواسطة التقاطع العارض له فى المخارج , و
هذا غاية نزوله من عرش القلب الى فرش عنصر الهواء . ثم يصعد منه اثر الى
الصماخ , و منه الى العضلات , و منها الى الأعصاب و الأرواح البخارية , و منها
الى الدماغ , و منها الى الخيال حتى الناطقة , فهذا الترتيب الصعودى على عكس
الترتيب النزولى , كان محييا للموتى أعنى النفوس الجاهلة مخرجا لثمرات
العلوم من اكمامها اعنى فطرتها .
و من اسراره أن مساوقه الذى هو القول الذى عدده مائة و ستة و ثلاثون , و هو
مبلغ عدد مساحة مربع زوج الزوج الأول موافق لعدد محيى كل حى و هو عدد المؤمن .
و فى مجمع البيان قال الصادق عليه السلام : البيان الاسم الأعظم الذى علم به كل
شى ء [1] .
بيان : لما كان المربع الوفقى صورة جمعية الأعداد بشرط كمال السوية و الاعتدال
, و كان مظهر تلك الجمعية فى موطن الظهور و الاظهار آدم , و فى موقف الشعور و
الاشعار القول , فالعدد ما لم يبلغ الى عدد آدم اى اربعة و خمسين لم يمكن وضعه
فى المربع الوفقى , كما انه ما لم يبلغ الى عدد القول و هو ستة و ثلاثون و مائة
- لم يمكن ايضا وضعه فى المربع الوفقى الذى اقسام كل ضلع منه يساوى عدد اضلاعه
الأربعة اى القول .
و من بدائع أسرار العدد ان فضل القول على آدم هو عدد الكمال أى احد و تسعون ,
و هو مقوم الاسم الشريف محمد - على مسماه شرائف الصلوات و كرائم التحيات -
يعنى أن حقيقة آدم ما لم يرتق فى المعارج الكمالية الى الكمال المحمدى لم يصر
مهبط القول الكامل اى القرآن الفرقان الذى هو كافل لاعراب كنه كل شى ء كما ينبغى
, و لم يصر مبين حقائق الاسماء على ما هى عليها .
و المساحة فى الالواح الوفقية هى أن يضرب عدد الوفق - ان كان مربعا فالاربعة ,
و ان كان مخمسا فالخمسة و هكذا - فى نفسه و يزداد على الحاصل واحد , ثم يضرب
فى نصف عدد الوفق فما حصل فهو مساحة ذلك اللوح الوفقى . مثلا إن كان اللوح
مربعا فمساحته اربعة و ثلاثون ( 34 2 ضربدر 17 1 بعلاوه 16 4 ضربدر 4 )
و على هذا القياس . و زوج الزوج الأول هو