سر قوله - سبحانه - فى الرعد :
( و لله يسجد من فى السموات و الأرض طوعا و كرها و ظلالهم بالغدو و الاصال)
. و الكريمة ناطقة بأن السموات و الأرض ظلال من فيهما و اتى بضمير الجمع
لذوى العقول الراجع إلى من .
و قوله عز من قائل :
او لم يروا إلى ما خلق الله من شى ء يتفيؤ ظلاله عن اليمين و الشمائل سجد الله و
هم داخرون و لله يسجد ما فى السموات و ما فى الأرض من دابة و الملائكة و هم لا
يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون
( النحل 49 - 51 ) .
و قوله سبحانه :
الم تر إلى ربك كيف مد الظل و لو شاء لجعله ساكنا
( الفرقان 46 ) .
و الظل يشابه ذا الظل و يحاكيه و يتحرك بحركته و يسكن بسكونه و فى الخبر أن
السلطان ظل الله فى ارضه , فتدبر .
قول صاحب الأسفار( : ان لكل بدن منا نفسا واحدة) , كلام كامل . فتدبر فى
قوله - تعالى شأنه - :
( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه) [1]
. و هذا الحكم السديد الرشيد لا ينافى ما مر فى العين الحادية عشرة من أن للبدن
انفسا تفنى مع البدن كما هو ظاهر لدى التأمل , و لا ما روى فى الجوامع الروائية
من أن الله - تبارك و تعالى - جعل فى النبى خمسة ارواح , و نحوه من روايات
أخرى كما فى باب ذكر الارواح التى فى الائمة عليهم السلام من حجة الكافى [2] و
هذا ظاهر أيضا لدى التأمل .
تبصرة : لما كان كل شخص له هوية واحدة , كما قال سبحانه :
( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه)
أى ليس بشخصين , تشاجر الاراء الفقهية فى ارث الخنثى , و من ليس له فرج
الرجال و لا فرج النساء , و من له رأسا و صدران على حقو واحد , و كذا فى مسائل
أخرى فقهية كالنكاح و غيره متعلقة بمن ذكر .
ب - : ذات النفس بذاتها البسيطة مستحقة لحمل عاقل و متوهم و متخيل و حساس
كل على مراتبها , و ذلك لأن الكل تفيض منها على البدن فالقوى الظاهرة و
الباطنة
فى هذه النشأة عشرة , و فى النشأة المثالية أيضا عشرة لتطابق العوالم لكن السعة
عالم الفوق تضرب العشرة فى مثلها ففى سمعه ينطوى كل العشرة , و فى بصره أيضا
ينطوى كلها , و هكذا فى