و اعلم أن حقيقة التوحيد تعرف بعرفان النفس من هذه العين التى هى عين
العيون
و منبع ماء الحياة , و مدخل الولوج إلى ديار المرسلات , و سلم العروج إلى غاية
الغايات . و بذلك العرفان تجمع بين الوحدة فى الكثرة و الكثرة فى الوحدة , و
ترى القرآن فى الفرقان و الفرقان فى القرآن اى المجمل فى المفصل و بالعكس , و
تصل إلى علم شهودى بانه - سبحانه - هو الأول و الاخر و الظاهر و الباطن , و هو فى
السماء آله و فى الأرض آله . و من هذه العين يتجلى لك سلطان الوحدة و ترى
الواحد فقط وحده وحده فى ذاته و صفاته و افعاله . و رسالتنا الفارسية
الموسومة بوحدة ازديدگاه عارف و حكيم لسان صدق على فى ذلك الأمر الأهم فان
شئت فراجع اليها . و عليك بطائفة من المطالب الرئيسة فى المقام :
الف - قال صدر المتألهين فى آخر الفصل الثالث من الباب الثانى من نفس
الاسفار( : القوة النباتية من شعب القوة الحيوانية غير متحصلة إلا بها , كما أن
الحيوانية غير متحصلة فيما له جوهر نطقى إلا بالجوهر النطقى . و ستعلم ان لكل بدن
منا نفسا واحدة , و ان سائر القوى معلولة لها منشعبة منها فى الأعضاء . هذا على
ما اشتهر عند أئمة الحكمة من المتأخرين .
و اما الذى استقر عليه اعتقادنا فهو أن النفس كل القوى و هى مجمعها الوحدانى
و مبدئها و غايتها , و هكذا الحال فى كل قوة عالية بالنسبة إلى ما تحتها من القوى
التى تستخدمها الخ) [1] .
أقول : هذا الذى استقر عليه اعتقاده - قدس سره - ناص على ان الامر أرفع من