مردم از حيوانى و آدم شدم *** پس چه ترسم كى زمردن كم شدم
بار ديگر هم بميرم از بشر *** تا برآرم از ملايك بال و پر
بار ديگر از ملك پر ان شوم *** آنچه اندر و هم نايد آن شوم
پس عدم گردم عدم چون ارغنون *** گويدم كانا اليه راجعون](
و يدل عليها أيضا عشق اللقاء و البقاء مع القطع بعدم البقاء . و كل من قال
بالحركة الجوهرية قال([ : لا تتخيل أن المتحرك فقط كمك و كيفك و اينك
و وضعك
اى أعراضك , بل حقيقتك و روحك أيضا متحركة و متغيرة و متبدلة كما أن الامر عند
القائل( بتجدد الأمثال أيضا كذلك) .
و هذا البحث عن تجدد الأمثال و الحركة فى الجوهر الطبيعى على هذا النهج
لا يوجد
, فى الكتب الأخرى و هو بحث شريف تفردنا به و قد اشرنا إليه اشارة اجمالية فى
بعض صحفنا الأخرى و لكن البحث على التحقيق و التنقيب بهذا النهج قد اختص به
هذه الصحيفة , و رحمته - سبحانه - واسعة , و له الحمد على ما هدينا و الشكر على
ما أولينا .
تبصرة : ان النفس هى الغاية , و معناه أن النفس لا تحرك هذه المادة - أى
البدن العنصرى - لتحصيل المزاج او غير المزاج من احوال البدن , بل لتكون على
افضل ما يمكن ان تكون عليه فيكون هذا من توابع ذلك الطلب , فلذلك قيل( :
ان النفس هى الغاية) . فالنفس تحرك لذاتها لأنها هو لا لشى ء آخر , و غايتها
الشخصية هى أن تكون على افضل ما يمكن أن تكون عليه . النفس الانسانية جوهرة
قائمة بذاتها , لا تنطبع فى مادة , بل هى مفارقة . و انما احتاجت إلى هذا البدن
لأن امكان وجودها لم يكن فى ذاتها , بل مع هذا البدن , و احتاجت أيضا إلى
البدن لتنال به بعض استكمالها [1] .
تبصرة : بما اهديناه اليك علمت أن الحركة عند صاحب الأسفار نحو من الوجود
, و الوجود ليس بمقولة , يعنى انها وجود عالم الطبيعة لما ذهب اليه من الحركة
الجوهرية , و ان وجود الطبائع سيال , فالحركة و وجود عالم الطبيعة مترادفان .
[1] التعليقات للشيخ الرئيس , ط 1 ( مصر ) , ص 63 و 176 .