عين فى تعديد القوى [16]

يو - و من عداد عيون مسائل النفس اثبات تعديد القوى الدفع ما يتوهم من أن النفس قوة واحدة تدرك المدركات المختلفة بطرو الاضافات و الشروط و الاعدادات عليها .

قال الشيخ فى اولى نفس الشفاء([ : الفصل الخامس فى تعديد قوى النفس على سبيل التصنيف : لنعد الان قوى النفس عدا على سبيل الوضع ثم لنشتغل ببيان حال كل قوة فنقول :

( القوى النفسانية تنقسم بالقسمة الاولى اقساما ثلاثة : احدها النفس النباتية و هى الكمال الاول لجسم طبيعى آلى من جهة ما يتولد و ينمى و يغتذى . و الغذاء جسم من شأنه أن يتشبه بطبيعة الجسم الذى قيل انه غذاء له فيزيد فيه مقدار ما يتحلل او اكثر أو اقل .

و الثانى النفس الحيوانية و هى الكمال الاول لجسم طبيعى آلى من جهة ما يدرك الجزئيات و يتحرك بالارادة .

و الثالث النفس الانسانية و هى كمال أول لجسم آلى من جهة ما ينسب إليه أنه يفعل الأفاعيل الكائنة بالاختيار الفكرى و الاستنباط بالرأى , و من جهة ما يدرك الأمور الكلية .

و لولا العادة لكان الأحسن أن يجعل كل اول شرطا فى رسم الثانى ان اردنا ان نرسم النفس لا القوة النفسانية التى للنفس بحسب ذلك الفعل فان الكمال مأخوذ فى حد النفس لا فى حد قوى النفس) .

أقول : قوله على سبيل الوضع , يعنى على سبيل المصادرة و الاصول الموضوعة من دون استعمال حجة و برهان نحو قوله فى عنوان الفصل الثانى من اولى الطبيعيات : فى تعديد المبادى ء للطبيعيات على سبيل المصادرة و الوضع [1] و هذا الفصل فى كتاب النفس كالذى قبله