قال([ : و قال أيضا فى الباب السابع و الستين و ثلاثمأة يحكى فيه عن عروج وقع
له بحسن الباطن حين مخاطبته مع إدريس - عليه السلام - بهذه العبارة( : دار
الوجود
واحدة , و الدار ما كانت دنيا و لا آخرة إلا بكم , و الاخرة ما تميزت إلا بكم , و
انما الأمر فى الاجسام اكوان و استحالات و اتيان و ذهاب لم يزل و لا يزال) .
أقول : هذا ما أردنا نقله من رسالة الحدوث على اختصار . و هو مذكور منه فى
آخر الفن الخامس من الجواهر و الاعراض من الاسفار أيضا . و ما نقله من الفصوص
هو ما نقلناه فى العدد الثالث من الفص الشعيبى و الشيخ العربى أتى بكلامه هذا
فى اثبات تجدد الأمثال , و صاحب الاسفار أتى بكلامه و استشهد به فى اثبات
الحركة فى الجوهر , فافهم .
و بما قدمناه دريت ان العارف المتأله و الحكيم المتوغل فى الحكمة المتعالية
متفقان على حدوث العالم الطبيعى بشرا شره ففى كل آن يكون العالم الطبيعى شى ء
لم يكن ذاك الشى ء فى آن قبله و لا يكون فى آن بعده , و هذا هو معنى تجدد
الأمثال
و ان شئت قلت معنى الحركة , كما أنه عند الفريقين معنى الحدوث و حقيقته . و
لا يعقل تجدد الأمثال فى وجود الجواهر و الأعراض بدون رسوخ الحركة فيهما . و
الحركة و تجدد الأمثال ناطقان بأن حفظ نظام العالم على صورته بلا نقص و اهتضام
فى وحدة الصنع و التدبير , متسخر تحت المتفرد بالجبروت , و أن بيده ملكوت كل
شى ء , و هو المصور و الحافظ للصورة . و الحركة و تجدد الأمثال مع وحدة الصنع
مما يعقله اولوا الالباب , و هذا الامر العجاب يوصلهم إلى وحدة رب الارباب .
ثم الحركة فى الجوهر لا يستلزم تجدد الأمثال عقلا دون العكس و لكنهما لا ينفك
أحدهما عن الاخر خارجا تدبر ترشد - أنشاء الله تعالى - .
و الفطن الذكى الألمعى يحدس من تنقيب كلمات العارفين بالله و تحقيقها فى
تجدد الأمثال , أن الحكم بالحركة فى الجوهر الطبيعى قد استنبط و استفيد من
كلماتهم الكاملة فى التجدد و ان كان اصابة الحق فى هذه المسألة العويصة و
امثالها مع التزام , القواعد الحكمية و المحافظة على توحيد البارى و تقدسه عن و
صمة التغير و التكثر من حيث ان الوجود المساوق للحق واحد شخصى من قصوى مراتب
القوة النظرية المجاورة للقوة القدسية و قد نالها و فاز بها الحكيم القدوسى صدر
المتألهين - قدس سره الشريف - و قد نطق بذلك هو نفسه فى أول الفصل الثالث من
الفن الخامس من الجواهر و الأعراض من