و منها
قوله ( ص[ : ( الدنيا دار زوال و أنتقال] .
. و غيرها من الايات و الروايات الدالة على التغير و التبدل فى الطبائع و الصور
.
و قد تمسك الفريقان أعنى بهما القائلين بالحركة فى الجوهر و القائلين بتجدد
الأمثال , ببعض تلك الايات و الروايات . و غرضنا العمدة فى المقام الميز بين
تلك الحركة و بين ذلك التجدد . فقال استاذنا الاملى - رضوان الله تعالى عليه -
فى تعليقته على الحكمة المنظومة للسبزوارى بعد كلام له فى الحركة فى الجوهر ما
هذا لفظه [1] فثبت أنه على تقدير الحركة الجوهرية و سيلان الطبيعة يكون
التجدد و التغير منسحبا على جميع العالم من مادته و صورته الجسمية و النوعية
و اعراضه و تواليه و اوصافه . و إلى هذا المعنى رمز العرفاء فى كلماتهم و قال
المثنوى فى شعره :
هر نفس نو ميشود دنيا و ما *** بى خبر از نوشدن اندربقا الخ
](
أقول : فهو - رحمه الله تعالى - حمل قول المثنوى فى تجدد الأمثال على
الحركة فى الجوهر فهما عنده حقيقة فاردة . بل صاحب الاسفار قال فى الفصل الخامس
من الفن
الخامس من الجواهر و الاعراض ما هذا لفظه([ : [2] فى نبذ من كلام ائمة الكشف
و الشهود من أهل هذه الملة البيضاء فى تجدد الطبيعة الجرمية الذى هو ملاك الامر فى
دثور العالم و زواله]( - إلى قوله[ : و اما كلام أهل التصوف و المكاشفين فقد
قال المحقق المكاشف محى الدين العربى فى بعض أبواب الفتوحات المكية قال
تعالى :
( و إن من شى ء إلا عندنا خزائنه)
الاية] , إلى آخر ما نقل من كلام العارف العربى فى ذلك مع انه فى مقام بيان
تجدد الامثال]( .
و كذلك قال صدر المتألهين فى رسالة الحدوث [3] : و سننقل أقوال اساطين
الحكماء الدالة على تجدد طبائع الاجسام و دثورها و زوالها وحدوث العالم و عدم
بقائه فى هذه الرسالة , و كتب العرفاء و أهل الله مشحونة بذكر هذا المقصد ,
قال الشيخ محى الدين محمد العربى فى الفصوص([ : و من أعجب الأمر أن الانسان
فى الترقى دائما و هو لا يشعر بذلك للطافة الحجاب و رقته و تشابه الصور مثل قوله
تعالى :
( و اتوا به متشابها)
. و قال أيضا فى الباب السابع و الستين و مأة من الفتوحات([ : فالوجود كله
متحرك على الدوام دنيا و آخرة - إلى أن