كا - قال العلامة القيصرى فى الفصل الحادى عشر من مقدمات شرحه على فصوص الحكم
للشيخ الأكبر ما هذا لفظه( : من اكتحل عينه بنور الايمان , و تنور قلبه بطلوع
شمس العيان يجد أعيان العالم دائما متبدلة و تعيناتها متزائلة) [1] .
و أقول : التبدل التدريجى فى الجوهر الصورى هو المسمى بالحركة فى الجوهر ,
و الحجة العمدة على الحركة فى الجوهر هى ان الفاعل المباشر لجميع الحركات هى
الطبيعة . و بعبارة أخرى أن جميع الحركات من الطبيعية و الارادية و القسرية
مبدئها هو الطبيعة , و مبدأ المتجدد يجب ان يكون متجددا فالطبيعة يجب أن تكون
متجددة بحسب الذات أى تكون ذات الطبيعة متجددة متصرمة . و فى كلمات الأوائل
تنبيهات و اشارات بل تصريحات و تنصيصات على القول بالحركة الجوهرية . و قد
نقل طائفة من أقوالهم المنيفة , مع ذكر القائلين بها فى ثلاثة فصول من الفن
الخامس من الجواهر و الأعراض من الاسفار [2] . و نحوها فى رسالة الحدوث , و
فى المفتاح الثانى عشر من المفاتيح .
و كثير من الايات القرآنية يشير إلى تجدد الطبائع الجسمانية كقوله تعالى :
( و ترى الجبال تحسبها جامدة و هى تمر مر السحاب)
[3] .
و قوله تعالى :
( أفعيينا بالخلق الأول بل هم فى لبس من خلق جديد) [4] .
و قوله تعالى :
( يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) [6] .
و كذا فى الروايات ما تدل على تجدد الجواهر الطبيعية تصريحا و تلويحا منها فى
الحديث القدسى :
( ما ترددت فى شى ء أنا فاعله كترددى فى قبض روح عبدى المؤمن) .
و منها
قوله - صلى الله عليه و آله و سلم - :
( قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء) .
[1] شرح القيصرى على فصوص الحكم , ط 1 , ( ايران]( , ص 44 .