النفس اذا ادركت البياض حكمت بأنه أبيض قبل أن تروى و تتفطن بانه عرض و لا
بد له من موضوع فنفس البياض أبيض . و بهمنيار يقول : إن كانت الحرارة قائمة
بذاتها كانت حرارة و حارة جميعا . و كل المحققين من أهل العقل و أهل الذوق
يقولون : إنه - تعالى - لا ماهية له , بل هو وجود موجود . و القائلون بأصالة
الوجود عندهم كل وجود ببساطته موجود و هو الموجود الحقيقى عندهم , فكذا الأبيض
الحقيقى هو البياض , و العاج هو الأبيض المشهورى و قس عليه - و لولا الاتحاد
لم يصح ذلك التعبير و التمثيل إلا فى الاعتبار أى أعتبار بشرط لا و لا بشرط فاذا
أخذ السواد مثلا لا بشرط كان عرضيا محمولا , و اذا اخذ بشرط لا كان عرضيا غير محمول
فالفرق بين الجنس و المادة و الفصل و الصورة - أى ليس الفرق بين العرض
و العرضى بمجرد أن احدهما مبدأ الاشتقاق و الاخر هو المشتق فانه فرق لفظى , بل بأن
وجود السواد مثلا إذا اخذ ( لا بشرط ) أى أنه درجة من وجود موضوعه و انه ظهور ذلك
الوجود فهو عرضى لأن العرضى هو الخارج المحمول و الحمل هو الاتحاد فى الوجود . و
اذا اخذ وجوده بشرط لا أى انه وجود ناعتى وجود الموضوع وجود منعوتى و أحدهما
زائد على الاخر و ان كان زائدا متصلا بل لازما , اذ فرق بين أن يكون الشى ء مع
الشى ء و إن يكون الشى ء نفس الشى ء فهو عرض . فالعرض و العرضى متحدان بالذات
متغائران بهذا الاعتبار . فالتبدل القائل به القوم فى المقولات الاربع من
الأعراض تبدل فى العرضيات و التبدل فيها تبدل فى الجواهر المعروضات لأن حكم
احد المتحدين حكم الاخر - مثبت الغرض اذ حينئذ التبدل فى الأعراض عين التبدل
فى العرضيات , و التبدل فى العرضيات عين التبدل فى المعروضات الجوهرية بمقتضى
الحمل .
و الرابع قولنا : تجدد الأمثال كونا و وجودا كما هو التحقيق ناصرى - بياء
المتكلم - و تجدد الامثال على سبيل الاتصال فى الوجود تجدد فى الجوهر اذ الوجود
جوهر فى الجوهر و عرض فى العرض ففى كل بحسبه .
و قلنا كما هو التحقيق , يقول به المتألهون فقالوا( : فيض الوجود يتجدد
آنا فانا على الماهيات الامكانية , و اذا كان امثالا لم يشعر بتجدده فاذا تأمل
أن التجدد على سبيل الاتصال بلا انفصال و انه لا تخصيص له بوجود الأعراض و
بالمقام
الثانوى للجواهر , بل التجدد و السيلان بلغ إلى مقامها الأول و كمالها الأول , و
ان
الماهية الجوهرية باقية بوجود مادى بالاصل المحفوظ فى الوجودات و المتبدل أى ما
فيه مراتبه علم انه قول بالحركة الجوهرية و العرضية جميعا) . انتهى كلام
المتألة السبزوارى فى البحث عن ادلة الحركة فى الجوهر .