عين فى ان المزاج كلما كان اعدل كانت النفس الفائضة عليه افضل [12] .
يب - و من تلك العيون التى مزاجها من تسنيم عينا يشرب بها المقربون أن
المزاج كلما كان اعدل كانت نفسه الفائضة عليه افضل و اكمل و اشرف .
افاد الفارابى فى المختصر الموسوم بعيون المسائل( : حكمة البارى تعالى فى
الغاية لانه خلق الاصول و اظهر منها الأمزجة المختلفة و خص كل مزاج بنوع من
الانواع
و جعل كل مزاج كان ابعد عن الاعتدال سبب كل نوع كان ابعد عن الكمال , و جعل
النوع الاقرب من الاعتدال مزاج البشر حتى يصلح لقبول النفس الناطقة) [1] .
الاصول هى العناصر الاربعة . و ابعد الامزجة عن الاعتدال هو مزاج اقرب المعادن
الى العناصر كالرخام يقال بالفارسية( سنك مرمر) .
و قال الشيخ على وزانه فى آخر النمط الثانى من الاشارات([ : انظر الى حكمة
الصانع , بدأ فخلق اصولا ثم خلق منها امزجة شتى و اعد كل مزاج لنوع و جعل أخرج
الأمزجة عن الاعتدال لأخراج الانواع عن الكمال , و جعل اقربها من الاعتدال الممكن
مزاج الانسان لتستوكره نفسه الناطقة .
و إنما قال([ : اقربها من الاعتدال الممكن , لأن الاعتدال الحقيقى عند الشيخ
ليس
بموجود . و اعلم ان الاعتدال الحقيقى المزاجى غير الاعتدال الحقيقى العنصرى كما
صرح به الشيخ فى اول القانون و قد بحثنا عنهما فى شرحنا على نهج البلاغة [2] .
قال المحقق الطوسى فى شرحه على قول الشيخ فى الاشارات([ : فى قوله :
لتستوكره
نفسه الناطقة , استعارة لطيفة منبهة على تجريد النفس اذ جعل نسبتها الى المزاج
نسبة