التجسم من الجسم بمعناه الدهرى . و يعبرون عن تجسم الأعمال بتمثل الأعمال , و
بتجسد الاعمال , و بتجسم الأعراض ايضا , لأن الاعمال و ان كانت بحسب صورها
العنصرية أعراضا , و لكن الملكات الحاصلة منها متجسمة فى صقع النفس قائمة بها
قيام الفعل بفاعله , فان خزانة سعى أعمال الانسان هو الانسان نفسه ,
( و أن ليس للأنسان إلا ما سعى)
.
(
باش تا از خواب بيدارت كنند *** در نهاد خود گرفتارت كنند)
اوائل المقالات للمفيد فى مسائلة القبر : قيل انما سمى ملكا الكافر ناكرا و
نكيرا لأنه ينكر الحق و ينكر ما يأتيانه به و يكرهه , و سمى ملكا المؤمن مبشرا
و بشيرا لأنهما يبشرانه من الله تعالى بالرضا و الثواب المقيم , و أن هذين
الاسمين
ليسا بلقب لهما و انهما عبارة عن فعلهما . انتهى . و هذا التفسير كلام كامل فى
غاية الجودة . و نعم ما قيل بالنظم الفارسى :
(
دگر باره بوفق عالم خاص *** شود اعمال تو اجسام و اشخاص)
سد - عين فى ان الانسان فى هذه النشأة نوع تحته أفراد , و فى الاخرة جنس تحته
أنواع :
تذكر ما فى الثالثة و الخمسين , ثم اعلم أن النفس الانسانية فى هذه النشأة
صورة الهيولى , و فى الاخرة هيولى الصور الأخروية , فان ملكات العلوم و الأعمال
مواد الصور البرزخية , و تلك الصور إما أبدان مكسوبة , ان كانت المواد حسنة ,
و إما ابدان مكتسبة , ان كانت سيئة
( لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت)
[1] و تلك الملكات كالأرواح لتلك الاظلال , اعنى أجسادها البرزخية و
أبدانها
الأخروية , و روح الأرواح هى النفس الانسانية , تفصيلها يطلب فى الدرس 23 من
كتابنا دروس اتحاد العاقل بالمعقول , فالانسان نوع واحد متفق الافراد فى هذا
العالم , و اما فى الاخرة فانواعه متكثرة لا تحصى بحسب صور تناسب ملكاتها . و فى
القرآن( : و إذا الوحوش حشرت) [2] و فى النهج
( الصورة صورة انسان , و القلب قلب حيوان)
.
سه - عين فى ان لذات النفس و آلامها فى هذه النشأة من مقولة الانفعال , و فى