اقول : ما نقله الفخر الرازى , أنما نقله فى المباحث المشرقية [1] .
قوله( : إنى ما وجدت فى كتبه هذه العبارة) . هذه العبارة مذكورة فى
الفصل الأول من المقالة السادسة عشرة من الفن الثامن من طبيعيات الشفاء [2]
.
و الفخر الرازى لخص عبارات الشيخ بعض التلخيص فان المباحث المشرقية هو
تحرير الشفاء تلخيصا كما ان التحصيل تلخيصه التقاطا . و عبارات الأسفار فى
المقام صحفت بعض التصحيف .
و عبارة الشيخ فى الموضع المذكور من الشفاء هكذا( : فأما فاعل الدم الذى
يتولد منه المنى الذى تولد منه الولد فهو كبد أو قلب . و أما تكونه منيا
فأوعية المنى . ثم المنى يحرك شيئا آخر أى نطفة المرأة فيحرك أولا إلى تكوين
المبدأ ثم يبعث عن العضو الاول قوة هى مبدء ينحو الى تكوين سائر الأعضاء منه
بالترتيب و يكون النطفة المنعقدة صارت ذات نفس بنفوذ قوة الذكر فيها فان
الروح يشبه أن يتولد من نطفة الذكر , و البدن من نطفة الأنثى . الخ) .
اقول : قوله( : فان الروح يشبه الخ) , كلام سام موافق لما يقتضيه سر القدر
كما قال - عز من قائل - :
( الرجال قوامون على النساء) [3] . و على هذا المنوال يقول العارف الرومى فى المثنوى :
(
آسمان مرد و زمين زن در خرد *** آنچه آن انداخت اين مى پرورد
گرنه از هم اين دو دلبر ميمزند *** پس چرا چون جفت درهم ميخرند)
و النكاح سار فى العوالم كلها :
( سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسهم و مما لا يعلمون
) [4] . و ينقسم النكاح السارى الى انواعه الخمسة الموجبة لانتاج العوالم
المعنوية و الروحية و النفسية و المثالية و الحسية على اختلاف صورها . فاول
النكاحات هو التوجه الالهى الذاتى من حيث الاسماء الأول الاصلية التى هى مفاتيح
غيب الهوية الالهية و الحضرة الكونية .
[1] المباحث المشرقية , ط حيدر آباد , ج 2 , ص 276 .