تا خيال و فكر خوش بروى زند *** فكر شيرين مرد را فر به كند
جانور فربه شود ليك از علف *** آدمى فربه زعزاست و شرف
آدمى فربه شود از راه گوش *** جانور فربه شود از حلق و نوش)
و من هذا الباب ما أفاده ايضا فى الدفتر الثالث منه من حديث الأطفال مع
معلمهم و هو أن اطفال المكتب احتالوا فى تمريض معلمهم بالقاء حروف العلة
عليه واحدا بعد واحد فتصرفوا فى وهمه فصار عليلا , بقوله( : كودكان مكتبى از
او ستاد الخ) .
مطالب الفريدة الثالثة من المقصد الخامس من غرر الفرائد للمتأله السبزاوى فى
بيان صدور الأفعال الغريبة عن النفس الانسانية فى المقام مطلوبة جدا [1] .
سيما ما فى النمط العاشر من اشارات الحكيم الأقدم الأجل أبى على من الأمهات و
الأصول فى صدور الايات الغريبة عن النفوس الانسانية . و قد رتبها فى أربع مسائل
أصيلة : إحديها فى قوت العارف بالله بأنه يكتفى بالقوت اليسير فى اربعة فصول
, و ثانيتها فى قوة العارف بالله فى فصلين , و ثالثها فى إخبار العارف بالله
عن الغيب فى ثمانية عشر فصلا , و رابعتها فى ظهور خوارق العادات عن النفوس
الانسانية فى ستة فصول و أنهاها إلى نصيحة بالغة بقوله الشريف( : إياك أن يكون
تكيسك و تبرؤك عن العامة هو أن تنبرى منكرا لكل شى ء فذلك طيش و عجز , و ليس
الخرق فى تكذيبك ما لم تستبن لك بعد جليته دون الخرق فى تصديقك بما لم تقم
بين يديك بينته , بل عليك الاعتصام بحبل التوقف . و إن أزعجك استنكار ما
يوعاه سمعك ما لم تبرهن استحالته لك فالصواب لك أن تسرح أمثال ذلك إلى بقعة
الامكان ما لم يذدك عنها قائم البرهان . و اعلم أن فى الطبيعة عجائب , و للقوى
العالية الفعالة و القوى السافلة المنفعلة اجتماعات على غرائب) .
اقول : الخرق بالضم فالسكون هيهنا بمعنى الحماقة , يعنى أن انكار أحد طرفى
الممكن من غير حجة ليس إلى الحمق أقرب من الاقرار بطرفه الاخر من غير بينة . و
من كلماته السامية أيضا( : من تعود أن يصدق من غير دليل فقد انسلخ عن الفطرة
الانسانية) .
تبصرة : ليس المراد من ظهور المعجزات و الكرامات و بالجملة خوارق العادات
أن