يظهر أمر من غير علة , حتى يتفوه بأن خوارق العادات ناطقة بنقض قانون العلية ,
و ذلك لأن العلة فى ظهور الغرائب هى النفس المتصرفة بمادة الكائنات على
مراتبها من النفوس المكتفية القدسية , و من دونها من النفوس المرتاضة البالغة
إلى قدرة ما ملكوتية . و فى الحقيقة أن العامة يحسبون ظهورها من خوارق العادات
لعدم شعورها بعللها و أسبابها , و أما الخاصة فهم موقنون بأنها صدرت عن عللها
أى عن النفوس الكاملة على مراتبها باذن الله - سبحانه - لأن من الممتنع ظهور
أثر عن الممكن بدون اسناده الى الواجب . و من دقائق كلمات المحقق الطوسى فى شرح
الفصل الخامس و العشرين من النمط المذكور( : أن تلك الأفعال ليست عند من
يقف على عللها الموجبة إياها بخارقة العادة , إنما هى خارقة بالقياس إلى من
لا يعرف تلك العلل) .