بأن الطفرة مطلقا نزولا و صعودا محال . نعم المراتب الأربع لا يختص بالانسان بل
ما سواه مشترك فيه كما قال سبحانه :
( ان من شى ء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم) [1] .
مه - عين فى أن الانسان ذو مقامات أربعة بوجه آخر :
و هى مقام روحه , و قلبه , و خياله , و طبعه . و له فى كل مقام أحكام خاصة , و
وحدته الشخصية لا تنثلم بتلك الكثرات و أترابها . فالروح مقامه الجمعى و يعبر
عنه بيوم الجمع ايضا , و القلب مقامه الفصلى و يعبر عنه بيوم فصله , و الخيال
مقام تصوير المعانى و تمثيلها , و الطبع مقام ظهورها فى الحس . فالعلوم
و الحقائق فى مقام الروح ليس بعضها ممتازا عن بعض , و فى القلب يتميز كل كلى
عن غيره , ثم يتمثل فى الخيال كالمحسوس , ثم يظهر فى الحس .
مو - عين فى اثبات القوة القدسية :
أكثر أهل العلم لا يتجاوزون عن طور الفكر , و الاحاد منهم مرزوقون بالحدس , و
الأوحدى منهم له القوة القدسية . و الفكر حركة , و الحدس انتقال دفعى . و أما
صاحب القوة القدسية فأمره أرفع من الحدس بمراحل , و هو متى شاء أن يعلم علم .
و المرزوق بها اما نبى أو وصى , أو عبد آتاه الله من لدنه علما و أيده بروح منه
. و ابتدء من الغبى و انته الى الغنى عن العلم و الفكر , أى الى صاحب القوة
القدسية كما فعل فى الثانى عشر من ثالث الأشارات( : الست تعلم أن للحدس
وجودا , و أن للانسان فيه مراتب , فى الفكر : فمنهم غبى لا يعود عليه الفكر
برادة , و منهم من له فطانة الى حد ما و يستمتع بالفكر , و منهم من هو أثقف من
ذلك
و له اصابة فى المعقولات بالحدس , و تلك الثقافة غير متشابهة فى الجميع بل ربما
قلت و ربما كثرت , و كما أنك تجد جانب النقصان منتهيا الى عديم الحدس فأيقن
ان الجانب الذى يلى الزيادة يمكن انتهاؤه إلى غنى فى أكثر أحواله عن التعلم و
الفكر) . و القوة القدسية كالفكر و الحدس ذات درجات
( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) [2] .
مز - عين فى ان النفس العاقلة تحدث فى الأربعين غالبا :