الانسان و احواله معجب جدا , و لسان الاثار فى ذلك أعجب . و فيها أن الأنبياء
بعثوا الى الخلق بعد مضى أربعين سنة من عمرهم , و فى مفتاح الصدر القونوى( :
الكامل ينتهى بكامل نشأته فى أول يوم أو ساعة من سنة أربعين أو سنة احدى
و أربعين من عمره) , و فى نبراس المتأله السبزوارى :
فالأربعون مدة الأطوار *** لخلقة الانسان ذى الأسرار
كل من الاطوار فيه تجعل *** و العقل أربعين عاما يكمل
و لعل المراد من حدوث النفس العاقلة فى الأربعين , طر و حالة و منة و صفة
خاصة للنفس فى الأربعين عاما , فتدبر . و فى اللوطى من فصوص الحكم( ما بعث
نبى الا بعد تمام الأربعين لان أحكام النشأة العنصرية غالبة على أحكام النشأة
الروحانية فى تلك المدة) .
مح - عين فى تطابق الكونين :
أى الكون الجامع الذى هو الانسان , و الكون الكيانى الذى هو العالم , و فى الأول
نظائر جميع ما فى الثانى , فان التوازى بينهما هو شرط المعرفة ,
سنريهم آياتنا فى الافاق و فى أنفسهم
, الاية .
و فى الأثر الرضوى - صلوات الله عليه - قد علم أولوا الألباب أن ما هنالك
لا يعلم الا بما هيهنا .
تضمنت الصحائف فى تطابق نسختى آدم و العالم لطائف , و تفصيله هو الوجود
كله . و فى قصيدتى ينبوع الحيوة :
تصفحت أوراق الصحائف كلها *** فلم أر فيها غير ما فى صحيفتى
مط - عين فى سعادة النفس :
قد أجاد الفارابى فى المدينة الفاضلة بقوله : (( السعادة هى أن تصير نفس
الانسان
من الكمال فى الوجود الى حيث لا تحتاج فى قوامها الى مادة , و ذلك أن تصير فى
جملة الأشياء البريئة عن الأجسام , و فى جملة الجواهر المفارقة للمواد , و أن
تبقى على تلك الحال دائما أبدا]( قوله سبحانه :
( قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك) [1] و قال الوصى - عليه السلام( : - و الله ما قلعت باب خيبر و قذفت به
أربعين
ذراعا لم تحس به أعضائى بقوة جسدية و لا حركة غذائية و لكن أيدت بقوة ملكوتية و
نفس بنور ربها مضيئة)
و لا حاجة الى التمسك بالايجاد و الأعدام فان قرص