و كما أن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا و ينطق بعضه ببعض , كذلك الاحاديث
يعطف بعضها على بعض كما هو المروى
عن الامام الصادق عليه السلام( : أحاديثنا يعطف بعضها على بعض فان أخذتم
بها رشدتم و نجوتم , و إن تركتموا ضللتم و هلكتم فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم
) [1] . فطريق النجاة هو ما يستفاد من الايات و الأخبار الواردة فى المعاد
مفسرا بعضها ببعض و معطوفا بعضها على بعض لا العكوف و الجمود بظاهر آية واحدة
أو رواية فاردة فعندئذ يمتاز الحق عن الباطل و الصواب عن الخطأ .
و الظاهر لفظ( الأجزاء الاصلية) ليس بمنطوق به فى أثر , بل هو مما اصطلح
عليه
بعض من المتكلمين و تبعه الاخرون , و ما هو منطوق به فى الرواية كلمة( الطينة
) ففى الكافى باسناده الى عمار بن موسى
عن أبى عبدالله عليه السلام قال([ : سئل عن الميت , يبلى جسده ؟ قال( : نعم
, حتى لا يبقى لحم و لا عظم إلا طينته التى خلق منها فانها لا تبلى , تبقى فى القبر
مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة)
[2] .
و كأن الاصطلاح على الاجزاء الأصلية أخذ من نحو هذا الحديث المذكور , و يؤيدنا
ما
قاله صاحب البحار توضيحا للحديث المذكور بعد نقله , من أن( هذا يؤيد ما
ذكره المتكلمون من أن تشخص الأنسان أنما هو بالأجزاء الأصلية و لا مدخل لسائر
الأجزاء و العوارض فيه) .
و كذلك تفوه صاحب البحار فى عدة مواضع فى معاده : منها فى بيان ما فى آخر
سورة يس من الايات :
( أو لم ير الانسان انا خلقناه من نطفة , الايات) [3] , فى رد الشبهة المعروفة بشبهة الاكل و المأكول حيث قال( : ان فى الاكل
اجزاء أصلية و اجزاء فضلية , و فى المأكول كذلك , فاذا أكل انسان انسانا صار
الأصلى من اجزاء المأكول فضليا من أجزاء الاكل , و الأجزاء الأصلية للاكل هى ما
كان له قبل الاكل ,
و الله بكل شى ء عليم
يعلم الأصلى من الفضلى فيجمع الأجزاء الأصلية للاكل و ينفخ فيها روحه , و يجمع
الأجزاء الأصلية للمأكول و ينفخ فيها روحه , و كذلك يجمع الأجزاء المتفرقة فى
البقاع المتبددة فى الأصقاع بحكمته الشاملة و قدرته الكاملة) [4] .