المصورة تطلق عند الأطباء على الخيال الذى هو خزانة الحس المشترك , و تطرق
هذا
المعنى الى الكتب العقلية ايضا كقول الشيخ فى الثانى من رابعة نفس الشفاء :
( ان القوة المصورة التى هى الخيال هى آخر ما يستقر فيه صور المحسوسات . و تطلق
عند الفلاسفة على الطابعة) , ففى كليات القانون( : و أما المصورة الطابعة
فهى
التى يصدر عنها باذن خالقها تبارك و تعالى الافعال المتعلقة بنهايات مقاديرها
) . و ما قاله المحقق الطوسى فى التجريد( : و المصورة عندى باطلة) , و
تبعه الشارح العلامة , ففيه تأمل و بحث .
لج - عين فى الانشاء و الانتزاع :
تحقق صور الأشياء المادية عند النفس , بانشاء النفس اياها , لا بانتزاعها عنها
. فهذا بالنسبة الى الصور التى يصح للنفس أن ينشئها , أى تكون النفس مظهرها ,
و أما بالنسبة الى الصور المحيطة العلمية النورية الالهية فالنفس مظهرها على ما
أشير اليه فى الثامنة و العشرين , فالأول بالنسبة الى ما هى فائقة عليه ,
و الثانى بالنسبة الى ما هو فائق عليها و ذهب المشاء الى أن للنفس صفة
عزرائيلية تنتزع صور الاشياء المادية نزعا , و تجردها عن قشورها المادية تجريدا
ذا مراتب . ثم الكلام كل الكلام فى النيل بمعنى تجريد المحسوس حتى يصير معقولا ,
فتدبر .
لد - عين فى سهو النفس و نسيانها ثم تذكرها :
البحث عما تحواه هذه العين , ينجر الى تحقيق الحق فى معنى نفس الأمر . و قد
صنفنا رسالة فى نفس الأمر حافلة لجميع ما يجب أن يشار اليها فى هذه العين ,
و قد طبعت مرتين .
له - عين فى علمى الحصولى و الحضورى للنفس :
علم النفس مطلقا حضورى . و الصور التى أنشأتها على وزان المعلومات الخارجية
و هى حاكية عنها تسمى بلحاظ المحاكاة حصولية و وجودا ذهنيا ايضا . و الحصولى
مقسم للتصور و التصديق .
العلم الحصولى صورة كلية و مقوماتها ايضا أمور كلية كالجنس و الفصل , و أما
العلم الحضورى فهو هوية شخصية غير محتاج الحصول الى تقدم معنى جنسى أو فصلى ,
فالحصولى حضورى محاك , و الحضورى غير محاك لأنه عين المعلوم . كعلم الجوهر
المجرد .