الشعاع من البصر الى المرئى كما اشتهر شهرة لا أصل لها , بل بالعكس كما نص به
ابن هيثم فى المناظر و المرايا .
الحس المشترك يسمى لوح النفس ولوح النقش ايضا و يسمى بالحس المشترك لانه
مصب مدركات الحواس الظاهرة كلها , و هى كالجداول المتصلة به تؤدى اليه ما
اقتنصته , و ايضا لأنه كمرآة ذات وجهين ينتقش فيه ما يصطاده الانسان من
الشهادة و الغيب . و هو مظهر الاسم الشريف
( يا من لا يشغله شأن عن شأن) .
الخيال خزانة الصور , و القوة الحافظة خزانة المعانى الجزئية , و المتصرفة
جالسة بينهما و متصرفة فيهما بالتركيب و التفصيل فى الصور و المعانى , فاذا
كانت بيد تصرف العقل تسمى مفكرة و متفكرة , و اذا كانت بيد تصرف الوهم تسمى
مخيلة و متخيلة . و الفكر منطقى , لا الفكر عند جمهور الناس . و الحافظة هى
المتذكرة المسترجعة و الذاكرة , كل واحدة باعتبار .
كثير من العلوم منتهية الى الحواس , بمعنى أنها معدة لاقتناصها , و الا فالصور
العلمية كلها فائضة من العالم القدسى . ثم ان الخمس الظاهرة و الخيال و الوهم
اذا استعملها العقل فى الطاعات فهى مع العاقلة أبواب الجنة الثمانية , و إلا فهى
أبواب جهنم السبعة
( و ان جهنم لموعدهم لها سبعة أبواب , لكل باب منهم جزء مقسوم)
[1] .
لا - عين فى أن الوهم عقل ساقط :
أنواع الادراك عند المشاء أربعة : احساس , و تخيل , و توهم , و تعقل . و الشيخ
الرئيس عدل فى الثامن من ثالث الاشارات عن تربيع الادراك الى تثليثه .
و العدول هو العدل . و القيصرى فى شرح فصوص الحكم و المير فى الجذوات و
تلميذه
صاحب الاسفار ذهبوا الى التثليث . قال القيصرى فى شرح الفص الادمى [2] : من
أمعن النظر يعلم أن القوة الوهمية هى التى اذا قويت و تنورت تصير عقلا مدركا
للكليات , و ذلك لأنه نور من أنوار العقل الكلى المنزل الى العالم السفلى مع
الروح الانسانى فصغر و ضعف نوريته و ادراكه لبعده من منبع الأنوار العقلية
فتسمى
بالوهم , فاذا رجع و تنور بحسب اعتدال المزاج الانسانى قوى ادراكه و صار عقلا من
العقول , كذلك يترقى العقل ايضا