و كذلك يقال الائتلاف على معنيين( : الأول المعنى الرئيسى , الذى ينطبق على
المقادير حين تتحرك و يكون لها وضع , فيدل الأئتلاف على تركيب هذه المقادير
تركيبا لا يسمح بدخول عنصر آخر مجانس فيها) .
و الثانى و هو مشتق من الأول , أن الأئتلاف هو التناسب بين الأشياء الممتزجة
, و لكن ليس من المعقول أن يقال عن النفس( إنها أئتلاف بأى معنى من المعنيين
السابقين) .
و من السهل جدا أن نرفض القول , بان النفس تركيب لأجزاء الجسم , فان انواع
التركيب لأجزاء الجسم كثيرة مختلفة : فبأى جزء من الجسم , أو بأى نوع من
التركيب يجب اذن أن ننزل العقل مركبا ؟ و ماذا نقول فى النفس الحساسة , أو
النزوعية ؟ .
و كذلك من التناقض البين , الزعم بأن النفس تناسب بين المزيج , لأن
التناسب ليس واحدا فى المزيج بين العناصر التى تكون اللحم , و تلك التى
تكون العظم . و يترتب على ذلك , وجود انفس عدة موزعة فى جميع الجسم , إن صح
من جهة أن كل جزء من أجزاء الجسم مركب من عناصر ممتزجة , و من جهة أخرى , أن
علة المزج هو الائتلاف , اعنى النفس .
و قد يمكن أيضا أن نوجه إلى انبادوقليس السؤال الاتى([ : ما دام يزعم أن كل
جزء من أجزاء الجسم يقوم على تناسب ما , فهل اذن النفس هى التناسب , أو أن شيئ
ا
آخر هو الذى يضاف إلى الأجزاء ؟ و ايضا هل الوئام هو علة أى أمتزاج كيفما اتفق
,
أم الامتزاج القائم على التناسب ؟ و هل الوئام فى هذه الحالة التناسب نفسه , أم
أنه متميز عنه , و شى ء آخر غيره ؟ ( الوئام بمعنى الصداقة , و فى ترجمة هكس
أنها الحب , و فى اليونانية تقال باشتراك على المعنيين - قنواتى ) .
فهذه اذن هى الصعوبات التى تثيرها هذه المذاهب . و من جهة أخرى , اذا كانت
النفس شيئا آخر غير الممتزج , فلماذا اذن تتلاشى فى نفس الوقت الذى تتلاشى فيه
ماهية اللحم , أو الأجزاء الأخرى للحيوان ؟
و ايضا , إذا لم تكن النفس تناسبا
بين الممتزج , فنرفض على ذلك وجود نفس
لكل جزء من اجزاء الجسم , فما الذى يفسد حين تفارق النفس الجسم ؟ .
فمن البين مما ذكرنا أن النفس لا يمكن أن تكون ائتلافا , و لا أن تتحرك دائريا
. - و لكنها يمكن أن تتحرك بالعرض , كما بينا , و يمكن أيضا أن تتحرك بنفسها
: أعنى أن الموضوع الذى تحل فيه يمكن أن يتحرك , و ان يتحرك بالنفس . و لا
يمكن أن تتحرك فى