الطبيعة المقالة الثامنة , و إما إلى كتاب السماع المقالة الأولى , و إما كما
يقول سمبلقيوس الى ما بعد الطبيعة - ت ) .
و ها هنا أيضا تناقض يلزم عن هذا المذهب , و عن معظم المذاهب التى تنحو هذا
النحو : فانها تجمع بين النفس و البدن , و تضع النفس فى البدن بدون أن تبين
علة هذا الجمع , و مسلك البدن , و مع ذلك فيظهر أن هذا التفسير ضرورى : اذ
الجمع بينهما يجعل أحدهما فاعلا و الاخر منفعلا , و احدهما يتحرك و الاخر يحرك ,
و لا يخضع شى ء من هذه الصلات المتبادلة للاتفاق .
و لكن هؤلاء الفلاسفة يحاولون فقط أن يفسروا طبيعة النفس , إلا أنهم فيما يخص
البدن المتصل بها , لا يضيفون أى تحديد : كأنه يمكن , كما تحدثنا أساطير
الفيثاغوريين , أن تحل أى نفس فى أى بدن[ و هذا تناقض] إذ يظهر أن كل بدن له
صورة و هيئة تخصه . و هذا شبيه بمن يقول ان فن النجار يمكن أن يحل فى المزمار :
اذ
يجب أن يستخدم الفن آلاته الخاصة به , و أن تستخدم النفس البدن المناسب لها (
المقصود انه لا يقبل أى جسم أى صورة كيفما اتفق . انظر كتاب الطبيعة المقالة
الثانية الفصل الثانى - ت ) .
مذهب إن النفس ائتلاف , و مذهب أن النفس عدد متحرك بذاته
و لقد وصل الينا رأى آخر يختص بالنفس , و هو رأى فى نظر كثير من الفلاسفة لا
يقل إقناعا عما ذكرناه من قبل , و هذا الرأى يسوق أدلة كأنها تفسير , حتى شاعت
على ألسنة الجمهور ( العبارة غامضة فى اليونانية و قد اختلف فيها المترجمون , و
قد آثرنا تفسير دى كورت الذى وافقه عليه تريكو ) .
فانصار هذا الرأى يقولون([ : إن النفس ضرب من الائتلاف لان الائتلاف عندهم
امتزاج و تركيب بين الأضداد و الجسم مركب من الأضداد - و مع ذلك فالائتلاف
تناسب ما , او تركيب بين الأشياء الممتزجة , و لا يمكن أن تكون النفس شيئا من
ذلك - و ايضا فان التحريك لا يأتى من الائتلاف , بل من النفس التى يكاد جميع
الفلاسفة يعزون اليها هذه الصفة , كأنها من اخص صفاتها . و الصحة , و على
العموم الفضائل الجسمية , هى التى يجدر أن نسميها ائتلافا , لا النفس - و هذا
بين , إذا اردنا أن نعزو احوال النفس و افعالها الى ائتلاف معين , إذ يكون
التناسب عندئذ صعبا ( العبارة فى اليونانية فيها نوع من التورية