د - و من تلك العيون المتشعبة , الكلام فى آراء القوم فى النفس .
و تلك الاراء كثيرة حتى قال المتأله السبزوارى فى تعليقته على حدوث النفس من
غرر الفرائد( : و قد قيل فى النفس اربعون قولا) [1] بل قال : المناوى (
المتوفى 1031 هق ) فى شرحه على القصيدة العينية للشيخ( : اختلف الأولون و
الاخرون على مر الأيام و الأعوام فى النفس الناطقة التى يشير اليها كل أحد
بقوله
: أنا على زهاء مائة قول و هم فريقان : فريق يذكر تجردها و فريق يقول به الخ
) [2] .
المقالة الاولى من كتاب نفس ارسطو فى تعديد مذاهب القدماء مثل طاليس و
ذيمقراطيس و هرقليطوس و افلاطون و غيرهم كما يأتى ذكرهم , فى النفس . ثم أخذ
ارسطو فى نقضها و بعد نقدها , فى اثبات رأيه الخاص فى النفس . و هذه المقالة
من اهم المصادر و اقدمها فى التعديد , و لها أهمية تاريخية فى ذلك .
و قد ذكر الشيخ فى الشفاء عدة آراء فى النفس ثم تصدى لنقضها , فقال فى الفصل
الثانى من اولى نفس الشفاء ما هذا لفظه([ : [3] فى ذكر ما قاله القدماء فى
النفس و جوهرها و نقضه , فنقول : قد اختلف الاوائل فى ذلك لأنهم اختلفوا فى
المسالك اليه - الخ]( . و كأن الشيخ ناظر فى الشفاء الى كتاب نفس ارسطو .
و صدر المتألهين نقل تلك الاراء من الشفاء و صوبها بحمل كل واحد منها على محمل
صحيح , و أوله الى وجه وجيه . قال فى الفصل السادس من الباب الخامس من نفس
الأسفار([ : فى تعديد مذاهب القدماء فى امر النفس ذكرها الشيخ فى الشفاء و
نقضها و نحن نحمل كلامهم على الرموز و نأولها تأويلات حسنة بقدر ما يمكن إن شاء
الله [4] .