الموسومة بگنجينه گوهرروان . فيثبت بها ان للنفس فى مقام خيالها الذى هو
مثالها , و يعبر عنه بالمثال المتصل قبال المثال المنفصل عنها المتحقق فى نضد
العالم و نظامه تجردا غير تام , و يسمى تجردا برزخيا , و تجردا خياليا ايضا . و
يتفرع على هذا النحو من التجرد كثير من أحكام النفس الأخروية , فتبصر .
كج - عين فى تجرد النفس الناطقة الانسانية تجردا تاما عقليا :
و قد أقاموا حججا كثيرة فى صحفهم المكرمة على تجردها ذلك , تجدها فى رسالتينا
المذكورتين , اقويها إنها وعاء العلم . قال الوصى عليه السلام لتلميذه كميل
الكامل النخعى كما فى النهج :
( يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها
) . و بالجملة ان الحجج البالغة ناطقة بأن النفس الانسانية جوهر روحانى
النسج و السوس . قال القاضى البيضاوى فى تفسير كريمة
( و لا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله اموات بل احياء و لكن لا تشعرون)
من انوار التنزيل( : فيها دلالة على ان الأرواح جواهر قائمة بأنفسها مغايرة
لما يحس به من البدن تبقى بعد الموت دراكة , و عليه جمهور الصحابة و التابعين و
به نطقت الايات و السنن) .
كد - عين فى أن للنفس الناطقة الانسانية فوق التجرد العقلانى :
للنفس درجات من التجرد كالتجرد البرزخى و هو تجردها فى مقام الخيال , و التجرد
التام العقلى , و التجرد الأتم الذى هو فوق التجرد العقلى . و معنى كونها فوق
التجرد أن ليس لها حد تقف اليه و مقام تنتهى اليه , أى ليس لها وحدة عددية
بل وحدة حقة حقيقية ظلية . قال الوصى عليه السلام كما فى النهج
( كل وعاء فانه يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فانه يتسع به)
و سائر أدلته العقلية و النقلية مذكور فى الرسالتين . و الى فوق تجردها
العقلانى اشار فى غرر الفرائد بقوله :
و انها بحت وجود ظل حق *** عندى و ذا فوق التجرد انطلق
و لعل مراده من( بحت وجود) غلبة أحكام الوجود على ماهيتها , و إلا فكل
ممكن على الاطلاق زوج تركيبى , و الفرد هو الوجود الصمدى لا غير فافهم .
كه - عين فى أن النفس لا تفسد بفساد بدنه العنصرى :
شيئية الشى ء بصورته , و صورة الانسان جوهر مجرد عن المادة الطبيعية و أحكامها ,
كما أن أدلة تجردها كلها ناطقة