أولًا، لا دليل لدينا على أنه إذا تكرر لفظ في القرآن الكريم، فإنّه يستعمل
في معنى واحد في كافة الموارد المتكررة، وفي هذا شواهد ونماذج كثيرة في القرآن
الكريم:
النموذج
الأول: يقول تعالى في القرآن الكريم:
أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ[1]، وفي موضع آخر: الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ[2]، من المؤكد أن لفظ الفتنة في الآية
الأولى ورد بمعنى غير المعنى المستعمل في الآية الثانية.
النموذج
الثاني: كما ذكرنا في بحثنا لقاعدة
لا حرج، فإن لفظ (الحرج) في القرآن الكريم استعمل في ثلاثة معان، ولم
تستعمل تلك اللفظة في كافة موارد القرآن بمعنىً واحد.
وعليه،
وعلى فرض أن المراد من الغنيمة في سائر الآيات هو الغنيمة الحربية، فلا ملازمة أن
تكون لفظة غنمتم في الآية الكريمة أَنَّما غَنِمْتُمْ في معنى الغنيمة
الحربية كذلك.
ثانياً، بدراسة الآيات الست التي استعمل فيها لفظ الغنيمة أو إحدى
مشتقاتها، (آية واحدة في سورة النساء، وآيتان في سورة الأنفال، وثلاث آيات في سورة
الفتح) يُعلم أن المراد من الغنيمة في بعض منها هو الغنيمة الحربية، أما في البعض
الآخر فليس كذلك.