responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 96

قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ سعدا لغيور و أنا أغير من سعد و إنّ اللّه أغير منّى»و إنما خلقت الغيرة لحفظ الأنساب.و لو تسامح الناس بذلك لاختلطت الأنساب.و لذلك قيل كل أمة وضعت الغيرة في رجالها،وضعت الصيانة في نسائها.

و من ضعف الغضب الخور

،و السكوت عند مشاهدة المنكرات.و قد قال صلى اللّه عليه و سلم[2]«خير أمّتى أحدّاؤها»يعنى في الدين.و قال تعالى وَ لاٰ تَأْخُذْكُمْ بِهِمٰا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّٰهِ [1]بل من فقد الغضب عجز عن رياضة نفسه،إذ لا تتم الرياضة إلا بتسليط الغضب على الشهوة،حتى يغضب على نفسه عند الميل إلى الشهوات الخسيسة.

ففقد الغضب مذموم

،و إنما المحمود غضب ينتظر إشارة العقل و الدين،فينبعث حيث تجب الحمية،و ينطفئ حيث يحسن الحلم.و حفظه على حد الاعتدال هو الاستقامة التي كلف اللّه بها عباده.و هو الوسط الذي وصفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حيث قال[3]«خير الأمور أوساطها».فمن مال غضبه إلى الفتور،حتى أحس من نفسه بضعف الغيرة و خسة النفس في احتمال الذل و الضيم في غير محله.فينبغي أن يعالج نفسه،حتى يقوى غضبه.و من مال غضبه إلى الإفراط،حتى جره إلى التهور و اقتحام الفواحش،فينبغي أن يعالج نفسه لينقص من سورة الغضب،و يقف على الوسط الحق بين الطرفين،فهو الصراط المستقيم،و هو أرق من الشعرة،و أحد من السيف .فإن عجز عنه،فليطلب القرب منه قال تعالى وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسٰاءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ فَلاٰ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهٰا كَالْمُعَلَّقَةِ [2]فليس كل من عجز عن الإتيان بالخير كله،ينبغي أن يأتي بالشر كله و لكن بعض الشر أهون من بعض،و بعض الخير أرفع من بعض فهذه حقيقة الغضب و درجاته،نسأل اللّه حسن التوفيق لما يرضيه،إنه على ما يشاء قدير


[1] النور:2

[2] النساء:129

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست