responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 97

بيان
الغضب هل يمكن إزالة أصله بالرياضة أم لا

اعلم أنه ظن ظانون أنه يتصور محو الغضب بالكلية،و زعموا أن الرياضة إليه تتوجه و إياه تقصد.و ظن آخرون أنه أصل لا يقبل العلاج،و هذا رأى من يظن أن الخلق كالخلق و كلاهما لا يقبل التغيير.و كلا الرأيين ضعيف.بل الحق فيه ما نذكره،و هو أنه ما بقي الإنسان يحب شيئا و يكره شيئا،فلا يخلو من الغيظ و الغضب.و ما دام يوافقه شيء، و يخالفه آخر،فلا بد من أن يحب ما يوافقه،و يكره ما يخالفه:و الغضب يتبع ذلك.

فإنه مهما أخذ منه محبوبه غضب لا محالة،و إذا قصد بمكروه غضب لا محالة.إلا أن

ما يحبه الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام

الأول:ما هو ضرورة في حق الكافة

،كالقوت،و المسكن،و الملبس،و صحة البدن فمن قصد بدنه بالضرب و الجرح،فلا بد و أن يغضب.و كذلك إذا أخذ منه ثوبه الذي يستر عورته،و كذلك إذا أخرج من داره التي هي مسكنه،أو أريق ماؤه الذي لعطشه.

فهذه ضرورات لا يخلو الإنسان من كراهة زوالها،و من غيظ على من يتعرض لها

القسم الثاني:ما ليس ضروريا لأحد من الخلق

،كالجاه،و المال الكثير،و الغلمان و الدواب .فإن هذه الأمور صارت محبوبة بالعادة،و الجهل بمقاصد الأمور،حتى صار الذهب و الفضة محبوبين في أنفسهما فيكنزان،و يغضب على من يسرقهما،و إن كان مستغنيا عنهما في القوت.فهذا الجنس مما يتصور أن ينفك الإنسان عن أصل الغيظ عليه.فإذا كانت له دار زائدة على مسكنه،فهدمها ظالم،فيجوز أن لا يغضب.إذ يجوز أن يكون بصيرا بأمر الدنيا،فيزهد في الزيادة على الحاجة،فلا يغضب بأخذها،فإنه لا يحب وجودها و لو أحب وجودها لغضب على الضرورة بأخذها،و أكثر غضب الناس على ما هو غير ضروري،كالجاه،و الصيت،و التصدر في المجالس ،و المباهاة في العلم.فمن غلب هذا الحب عليه،فلا محالة يغضب إذا زاحمه مزاحم على التصدر في المحافل.و من لا يحب ذلك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست