responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 8

الجدال.فإن الجدال يخيل إليه أنها حيلة منه في التلبيس،و أن ذلك صنعة يقدر المجادلون من أهل مذهبه على أمثالها لو أرادوا.فتستمر البدعة في قلبه بالجدل و تتأكد.فإذ عرف أن النصح لا ينفع،اشتغل بنفسه و تركه.و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«رحم اللّه من كفّ لسانه عن أهل القبلة إلاّ بأحسن ما يقدر عليه »و قال هشام بن عروة.كان عليه السلام يردد قوله هذا سبع مرات.و كل من اعتاد المجادلة مدة،و أثنى الناس عليه،و وجد لنفسه بسببه عزا و قبولا،قويت فيه هذه المهلكات،و لا يستطيع عنها نزوعا إذا اجتمع عليه سلطان الغضب،و الكبر،و الرياء،و حب الجاه،و التعزز بالفضل.و آحاد هذه الصفات يشق مجاهدتها،فكيف بمجموعها!

الآفة الخامسة
الخصومة

و هي أيضا مذمومة.

و هي وراء الجدال و المراء.فالمراء طعن في كلام الغير،بإظهار خلل فيه،من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير،و إظهار مزية الكياسة.و الجدال عبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب و تقريرها.و الخصومة لجاج في الكلام،ليستوفى به مال أو حق مقصود.و ذلك تارة يكون ابتداء،و تارة يكون اعتراضا.و المراء لا يكون إلا باعتراض على كلام سبق.فقد قالت عائشة رضى اللّه عنها،[2]قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،«إنّ أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم »و قال أبو هريرة،[3]قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط اللّه حتّى ينزع »

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست