responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 7

و أما الباعث على هذا

فهو الترفع بإظهار العلم و الفضل،و التهجم على الغير بإظهار نقصه و هما شهوتان باطنتان للنفس،قويتان لها أما إظهار الفضل،فهو من قبيل تزكية النفس،و هي من مقتضى ما في العبد من طغيان دعوى العلو و الكبرياء،و هي من صفات الربوبية و أما تنقيص الآخر،فهو من مقتضى طبع السبعية،فإنه يقتضي أن يمزق غيره،و يقصمه و يصدمه و يؤذيه و هاتان صفتان مذمومتان مهلكتان.و إنما قوتهما المراء و الجدال.فالمواظب على المراء و الجدال مقوّ لهذه الصفات المهلكة.و هذا مجاوز حد الكراهة،بل هو معصية مهما حصل فيه إيذاء الغير،و لا تنفك المماراة عن الإيذاء و تهييج الغضب ،و حمل المعترض عليه على أن يعود فينصر كلامه بما يمكنه من حق أو باطل،و يقدح في قائله بكل ما يتصور له،فيثور الشجار بين المتماريين،كما يثور الهراش بين الكلبين،يقصد كل واحد منهما أن يعض صاحبه بما هو أعلم نكاية،و أقوى في إفحامه و إلجامه

و أما علاجه.

فهو بأن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله،و السبعية الباعثة له على تنقيص غيره،كما سيأتي ذلك في كتاب ذم الكبر و العجب،و كتاب ذم الغضب.فإن علاج كل علة بإماطة سببها،و سبب المراء و الجدال ما ذكرناه،ثم المواظبة عليه تجعله عادة و طبعا،حتى يتمكن من النفس،و يعسر الصبر عنه روى أن أبا حنيفة رحمة اللّه عليه،قال لداود الطائي.لم آثرت الانزواء؟قال لأجاهد نفسى بترك الجدال.فقال احضر المجالس و استمع ما يقال،و لا تتكلم.قال ففعلت ذلك فما رأيت مجاهدة أشد علىّ منها.و هو كما قال،لأن من سمع الخطأ من غيره و هو قادر على كشفه،تعسر عليه الصبر عند ذلك جدا.و لذلك قال صلى اللّه عليه و سلم«من ترك المراء و هو محقّ بني اللّه له بيتا في أعلى الجنّة »لشدة ذلك على النفس.

و أكثر ما يغلب ذلك في المذاهب و العقائد،فإن المراء طبع،فإذا ظن أن له عليه ثوابا اشتد عليه حرصه،و تعاون الطبع و الشرع عليه،و ذلك خطأ محض.بل ينبغي للإنسان أن يكف لسانه عن أهل القبلة.و إذا رأى مبتدعا تلطف في نصحه في خلوة،لا بطريق

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست