responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 74

و ذكر أن حكيما من الحكماء زاره بعض إخوانه،فأخبره بخبر عن بعض أصدقائه.

فقال له الحكيم،قد أبطأت في الزيارة،و أتيت بثلاث جنايات.بغضت أخي إلى، و شغلت قلبي الفارغ،و اتهمت نفسك الأمينة.و روى أن سليمان بن عبد الملك،كان جالسا و عنده الزهري،فجاءه رجل،فقال له سليمان،بلغني إنك وقعت فيّ و قلت كذا و كذا،فقال الرجل ما فعلت و لا قلت.فقال سليمان،إن الذي أخبرني صادق.فقال له لزهرى،لا يكون النمام صادقا.فقال سليمان صدقت.ثم قال للرجل اذهب بسلام و قال الحسن.من نم إليك،نم عليك.و هذا إشارة إلى أن النمام ينبغي أن يبغض، و لا يوثق بقوله،و لا بصداقته.و كيف لا يبغض و هو لا ينفك عن الكذب و الغيبة، و الغدر و الخيانة،و الغل و الحسد و النفاق،و الإفساد بين الناس و الخديعة.و هو ممن يسعى في قطع ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسدون في الأرض و قال تعالى إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّٰاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [1]و النمام منهم.و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ من شرار النّاس من اتّقاه النّاس لشرّه » و النمام منهم.و قال[2]«لا يدخل الجنّة قاطع »قيل و ما القاطع.قال«قاطع بين النّاس»و هو النمام،و قيل قاطع الرحم و روى عن علي رضى اللّه عنه،أن رجلا سعى إليه برجل،فقال يا هذا،نحن نسأل عما قلت،فإن كنت صادقا مقتناك،و إن كنت كاذبا عاقبناك،و إن شئت أن نقيلك أقلناك.

فقال أقلنى يا أمير المؤمنين.و قيل لمحمد بن كعب القرظي،أي خصال المؤمن أوضع له؟فقال كثرة الكلام،و إفشاء السر،و قبول قول كل أحد.و قال رجل لعبد اللّه بن عامر،و كان أميرا بلغني أن فلانا أعلم الأمير أنى ذكرته بسوء.قال قد كان ذلك.قل فأخبرنى بما قال لك.

حتى أظهر كذبه عندك.قال ما أحب أن أشتم نفسي بلساني،و حسبي أنى لم أصدقه فيما قال،و لا أقطع عنك الوصال


[1] الشورى:43

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست