نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 9 صفحه : 73
و هتك الستر عما يكره كشفه.بل كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره،فينبغي أن يسكت عنه،إلا ما في حكايته فائدة لمسلم،أو دفع لمعصية،كما إذا رأى من يتناول مال غيره،فعليه أن يشهد به،مراعاة لحق المشهود له.فأما إذا رآه يخفى ما لا لنفسه،فذكره فهو نميمة،و إفشاء للسر.فإن كان ما ينم به نقصا و عيبا في المحكي عنه،كان قد جمع بين الغيبة و النميمة
فالباعث على النميمة
أما إرادة السوء للمحكي عنه،أو إظهار الحب للمحكي له،أو التفرج بالحديث و الخوض في الفضول و الباطل.
و كل من حملت إليه النميمة
،و قيل له إن فلانا قال فيك كذا،أو فعل في حقك كذا أو هو يدبر في إفساد أمرك،أو في ممالأة عدوك،أو تقبيح حالك،أو ما يجرى مجراه،فعليه ستة أمور
الأول.أن لا يصدقه
لأن النمام فاسق،و هو مردود الشهادة،قال اللّه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ [1]
الثاني.أن ينهاه عن ذلك
،و ينصح له،و يقبح عليه فعله .قال اللّه تعالى وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ [2]
الثالث.أن يبغضه في اللّه تعالى
،فإنه بغيض عند اللّه تعالى،و يجب بغض من يبغضه اللّه تعالى
،و لا تحكي نميمته،فتقول فلان قد حكي لي كذا و كذا،فتكون به نماما و مغتابا،و قد تكون قد أتيت ما عنه نهيت و قد روى عن عمر بن عبد العزيز رضى اللّه عنه،أنه دخل عليه رجل،فذكر له عن رجل شيئا.فقال له عمر،إن شئت نظرنا في أمرك،فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [5]و إن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية هَمّٰازٍ مَشّٰاءٍ بِنَمِيمٍ [6]و إن شئت عفونا عنك.فقال العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا