responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 75

و ذكرت السعاية عند بعض الصالحين فقال،ما ظنكم بقوم يحمد الصدق من كل طائفة من الناس إلا منهم ؟و قال مصعب بن الزبير،نحن نرى أن قبول السعاية شر من السعاية،لأن السعاية دلالة،و القبول إجازة،و ليس من دل على شيء فأخبر به،كمن قبله و أجازه،فاتقوا الساعي،فلو كان صادقا في قوله لكان لئيما في صدقه حيث لم يحفظ الحرمة،و لم يستر العورة

و السعاية هي النميمة

،إلا أنها إذا كانت إلى من يخاف جانبه سميت سعاية.و قد قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«السّاعى بالنّاس إلى النّاس لغير رشدة»يعنى ليس بولد حلال و دخل رجل على سليمان بن عبد الملك،فاستأذنه في الكلام،و قال إنى مكلمك يا أمير المؤمنين بكلام،فاحتمله و إن كرهته.فإن وراءه ما تحب إن قبلته.فقال قل.فقال يا أمير المؤمنين، إنه قد اكتنفك رجال ابتاعوا دنياك بدينهم،و رضاك بسخط ربهم،خافوك في اللّه،و لم يخافوا اللّه فيك،فلا تأمنهم على ما ائتمنك اللّه عليه،و لا تصخ إليهم فيما استحفظك اللّه إيّاه،فإنهم لن يألوا في الأمة خسفا،و في الأمانة تضييعا،و الأعراض قطعا و انتهاكا أعلى قربهم البغي و النميمة،و أجل وسائلهم الغيبة و الوقيعة،و أنت مسئول عما أجرموا، و ليسوا المسئولين عما أجرمت،فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك،فإن أعظم الناس غبنا من باع آخرته بدنيا غيره و سعى رجل بزياد الأعجم،إلى سليمان بن عبد الملك،فجمع بينهما للموافقة.

فأقبل زياد على الرجل و قال
فأنت امرؤ ما ائتمنك خاليا فخنت و اما قلت قولا بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا بمنزلة بين الخيانة و الإثم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست