responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 65

و لكن تقول في نفسك،المذكور حاله كان عندي في ستر اللّه تعالى،و كان أمره محجوبا عنى، و قد بقي كما كان،لم ينكشف لي شيء من أمره و قد يكون الرجل ظاهره العدالة،و لا محاسدة بينه و بين المذكور،و لكن قد يكون من عادته التعرض للناس،و ذكر مساويهم.فهذا قد يظن انه عدل،و ليس بعدل.فإن المغتاب فاسق.و إن كان ذلك من عادته ردت شهادته.إلا أن الناس لكثرة الاعتياد تساهلوا في أمر الغيبة،و لم يكترثوا بتناول أعراض الخلق

و مهما خطر لك خاطر بسوء على مسلم

،فينبغي أن تزيد في مراعاته ،و تدعو له بالخير،فإن ذلك يغيظ الشيطان،و يدفعه عنك،فلا يلقى إليك الخاطر السوء،خيفة من اشتغالك بالدعاء و المراعاة و مهما عرفت هفوة مسلم بحجة،فانصحه في السر،و لا يخد عنك الشيطان فيدعوك إلى اغتيابه.و إذا وعظته فلا تعظه و أنت مسرور باطلاعك على نقصه،لينظر إليك بعين التعظيم،و تنظر إليه بعين الاستحقار،و تترفع عليه بإبداء الوعظ.و ليكن قصدك تخليصه من الإثم و أنت حزين،كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك نقصان في دينك.

و ينبغي أن يكون تركه لذلك من غير نصحك،أحب إليك من تركه بالنصيحة.فإذا أنت فعلت ذلك كنت قد جمعت بين أجر الوعظ و أجر الغم بمصيبته،و أجر الإعانة له على دينه.

و من ثمرات سوء الظن التجسس،فإن القلب لا يقنع بالظن و يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس،و هو أيضا منهي عنه.قال اللّه تعالى وَ لاٰ تَجَسَّسُوا [1]فالغيبة و سوء الظن و التجسس منهي عنه في آية واحدة.و معنى التجسس،أن لا يترك عباد اللّه تحت ستر اللّه فيتوصل إلى الاطلاع و هتك الستر،حتى ينكشف له ما لو كان مستورا عنه كان أسلم لقلبه و دينه،و قد ذكرنا في كتاب الأمر بالمعروف حكم التجسس و حقيقته .

بيان
الاعذار المرخصة في الغيبة

اعلم أن المرخص في ذكر مساوى الغير هو غرض صحيح في الشرع لا يمكن التوصل اليه إلا به فيدفع ذلك إثم الغيبة،و هي ستة أمور:


[1] الحجرات:12

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست