responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 179

و الأبد،حتى تعلم أنه أقل من منزل قصير،في سفر بعيد.و لذلك قال صلى اللّه عليه و سلم [1]«مالى و للدّنيا و إنّما مثلي و مثل الدّنيا كمثل راكب سار في يوم صائف فرفعت له شجرة فقال تحت ظلّها ساعة ثمّ راح و تركها»و من رأى الدنيا بهذه العين لم يركن إليها و لم يبال كيف انقضت أيامه،في ضر و ضيق،أو في سعة و رفاهية.بل لا يبنى لبنة على لبنة توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2]،و ما وضع لبنة على لبنة،و لا قصبة على قصبة [3].

و رأى بعض الصحابة يبنى بيتا من جص،فقال أرى الأمر أعجل من هذا ،و أنكر ذلك و إلى هذا أشار عيسى عليه السلام حيث قال،الدنيا قنطرة فاعبروها و لا تعمروها.و هو مثال واضح،فإن الحياة الدنيا معبر إلى الآخرة،و المهد هو الميل الأول على رأس القنطرة و اللحد هو الميل الآخر و بينهما مسافة محدودة.فمن الناس من قطع نصف القنطرة،و منهم من قطع ثلثها،و منهم من قطع ثلثيها،و منهم من لم يبق له إلا خطوة واحدة و هو غافل عنها.و كيفما كان فلا بد له من العبور و البناء على القنطرة،و تزيينها بأصناف الزينة،و أنت عابر عليها،غاية الجهل و الخذلان

مثال آخر للدنيا في لين موردها،و خشونة مصدرها

اعلم أن أوائل الدنيا تبدو هينة لينة،يظن الخائض فيها أن حلاوة خفضها كحلاوة الخوض فيها،و هيهات.فإن الخوض في الدنيا سهل،و الخروج منها مع السلامة شديد.و قد كتب على رضى اللّه عنه،إلى سلمان الفارسي بمثالها فقال،مثل الدنيا مثل الحية،لين مسها،و يقتل سمها.

فأعرض عما يعجبك منها.لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها.بما أيقنت من فراقها و كن أسرّ ما تكون فيها،أحذر ما تكون لها.فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنه مكروه و السلام

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست