responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 178

مثال آخر للدنيا،في مخالفة ظاهرها لباطنها.

اعلم أن الدنيا مزينة الظواهر،قبيحة السرائر.و هي شبه عجوز متزينة،تخدع الناس بظاهرها،فإذا وقفوا على باطنها،و كشفوا القناع عن وجهها.تمثل لهم قبائحها،فندموا على اتباعها،و خجلوا من ضعف عقولهم في الاغترار بظاهرها.و قال العلاء بن زياد،رأيت في المنام عجوزا كبيرة،متعصبة الجلد ،عليها من كل زينة الدنيا ،و الناس عكوف عليها معجبون،ينظرون إليها فجئت و نظرت و تعجبت من نظرهم إليها،و إقبالهم عليها.فقلت لها ويلك من أنت؟قالت أو ما تعرفني؟ قلت لا أدرى من أنت،قالت أنا الدنيا،قلت أعوذ باللّه من شرك.قالت إن أحببت أن تعاذ من شرى فابغض الدرهم.و قال أبو بكر بن عياش ،رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة شمطاء،تصفق بيديها،و خلفها خلق يتبعونها يصفقون و يرقصون.فلما كانت بحذائى ،أقبلت علىّ فقالت،لو ظفرت بك لصنعت بك مثل ما صنعت بهؤلاء.ثم بكى أبو بكر و قال،رأيت هذا قبل أن أقدم إلى بغداد.و قال الفضيل بن عياض،قال ابن عباس،يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء،أنيابها بادية،مشوه خلقها فتشرف على الخلائق،فيقال لهم أ تعرفون هذه؟فيقولون نعوذ باللّه من معرفة هذه فيقال هذه الدنيا التي تناحرتم عليها،بها تقاطعتم الأرحام،و بها تحاسدتم و تباغضتم و اغتررتم.

ثم يقذف بها في جهنم،فتنادي أي رب،أين أتباعي و أشياعي؟فيقول اللّه عز و جل، ألحقوا بها أتباعها و أشياعها.و قال الفضيل،بلغني أن رجلا عرج بروحه،فإذا امرأة على قارعة الطريق،عليها من كل زينة من الحلي و الثياب،و إذا لا يمر بها أحدا إلاّ جرحته فإذا هي أدبرت كانت أحسن شيء رآه الناس،و إذا هي أقبلت كانت أقبح شيء رآه الناس عجوزا شمطاء،زرقاء عمشاء.قال فقلت أعوذ باللّه منك.قالت لا و اللّه،لا يعيذك اللّه منى حتى تبغض الدرهم.قال فقلت من أنت؟قالت أنا الدنيا

مثال آخر للدنيا و عبور الإنسان بها

اعلم أن الأحوال ثلاثة،حالة لم تكن فيها شيئا،و هي ما قبل وجودك إلى الأزل.

و حالة لا تكون فيها مشاهدا للدنيا،و هي ما بعد موتك إلى الأبد .و حالة متوسطة بين الأبد و الأزل،و هي أيام حياتك في الدنيا.فانظر إلى مقدار طولها،و انسبه إلى طرفي الأزل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست