responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 180

مثال آخر للدنيا،في تعذر الخلاص من تبعتها بعد الخوض فيها

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّما مثل صاحب الدّنيا كالماشى في الماء هل يستطيع الّذي يمشى في الماء أن لا تبتلّ قدماه»و هذا يعرفك جهالة قوم ظنوا أنهم يخوضون في نعيم الدنيا بأبدانهم،و قلوبهم منها مطهرة،و علائقها عن بواطنهم منقطعة،و ذلك مكيدة من الشيطان.بل لو أخرجوا مما هم فيه،لكانوا من أعظم المتفجعين بفراقها.فكما أن المشي على الماء يقتضي بللا لا محالة يلتصق بالقدم،فكذلك ملابسة الدنيا تقتضي علاقة و ظلمة في القلب.بل علاقة الدنيا مع القلب تمنع حلاوة العبادة.قال عيسى عليه السلام:

بحق أقول لكم،كما ينظر المريض إلى الطعام فلا يلتذ به من شدة الوجع،كذلك صاحب الدنيا،لا يلتذ بالعبادة،و لا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب الدنيا.و بحق أقول لكم، إن الدابة إذا لم تركب و تمتهن،تصعب و يتغير خلقها.كذلك القلوب إذا لم ترفق بذكر الموت،و نصب العبادة،تقسو و تغلظ.و بحق أقول لكم،إن الزق ما لم ينخرق أو يقحل يوشك أن يكون وعاء للعسل.كذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات،أو يدنسها الطمع أو يقسيها النعيم،فسوف تكون أوعية للحكمة .و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم[2]«إنّما بقي من الدّنيا بلاء و فتنة و إنّما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله و إذا خبث أعلاه خبث أسفله »

مثال آخر لما بقي من الدنيا و قلته بالإضافة إلى ما سبق

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[3]«مثل هذه الدّنيا مثل ثوب شقّ من أوّله إلى آخره فبقي متعلّقا بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع »

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست