responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 177


أحلام نوم أو كظل زائل إن اللبيب بمثلها لا يخدع
و كان الحسن بن على بن أبي طالب كرم اللّه وجهه،يتمثل كثيرا و يقول
يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها إن اغترارا بظل زائل حمق
و قيل إن هذا من قوله و يقال أن أعرابيا نزل بقوم،فقدموا إليه طعاما،فأكل،ثم قام إلى ظل خيمة لهم فنام هناك،فاقتلعوا الخيمة،فأصابته الشمس،فانتبه فقام و هو يقول
ألا إنما الدنيا كظل ثنية و لا بد يوما أن ظلك زائل
و كذلك قيل
و إن امرأ دنياه أكبر همه لمستمسك منها بحبل غرور

مثال آخر للدنيا

،من حيث التغرير بخيالاتها ،ثم الإفلاس منها بعد إفلاتها تشبه خيالات المنام،و أضغاث الأحلام.قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1]«الدّنيا حلم و أهلها عليها مجازون و معاقبون»و قال يونس بن عبيد،ما شبهت نفسي في الدنيا إلا كرجل نام،فرأى في منامه ما يكره و ما يحب.فبينما هو كذلك إذ انتبه.فكذلك الناس نيام،فإذا ماتوا انتبهوا،فإذا ليس بأيديهم شيء مما ركنوا إليه،و فرحوا به .

و قيل لبعض الحكماء،أي شيء أشبه بالدنيا،قال أحلام النائم

مثال آخر للدنيا،في عداوتها لأهلها،و إهلاكها لبنيها

اعلم أن طبع الدنيا التلطف في الاستدراج أولا ،و التوصل إلى الإهلاك آخرا.و هي كامرأة تتزين للخطاب،حتى إذا نكحتهم ذبحتهم.و قد روى أن عيسى عليه السلام، كوشف بالدنيا،فرآها في صورة عجوز هتماء،عليها من كل زبنة،فقال لها كم تزوجت قالت لا أحصيهم،قال فكلهم مات عنك أم كلهم طلقك؟قالت بل كلهم قتلت.فقال عيسى عليه السلام،بؤسا لأزواجك الباقين،كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين! كيف تهلكينهم واحدا بعد واحد،و لا يكونون منك على حذر!

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست